تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وبإشراف والي ولاية تلمسان نظمت مؤسسة الأمير عبد القادر فرع تلمسان وبمساهمة مديرية الثقافة ملتقى وطني حول الحياة الروحية للأمير عبد القادر وذلك على مدار يومي الخميس والجمعة والذي اختتم أمس بقاعة المحاضرات بمؤسسة ميناء الغزوات. أما عن الإفتتاح فلقد كان من طرف مدير الثقافة بولاية تلمسان الذي ناب عن الوالي بحيث كلفه بإلقاء كلمة فرحبّ من خلالها بالحضور والمشاركين وتكلم باختصار على الجانب الروحي والعلمي والثقافي للأمير حيث أوضح ما ساهم فيه هذا البطل لصالح الجزائر منذ عدة قرون ، كما كشف إدراج حياة البطل في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، ثم تلاه رئيس دائرة الغزوات ورئيسة فرع الأمير عبد القادر بتلمسان التي بدورها أشادت بالدور الهام والفعال لعبد القادر في جميع الميادين ، فحان دور مدير الآثار بوزارة المجاهدين السيد ابراهيم عبّاس وممثل الوزير الذي أثنى كثيرا على هذه المبادرة القيّمة من طرف مؤسسة الأمير عبد القادر وبيّن مآثره الجهادية وشعبيته العالمية، أما السيد بوطالب محمد رئيس المؤسسة فرغم أنه ألقى كلمة قصيرة لضيق الوقت لكن أوضح أمور كبيرة كعظمة الأمير ودفاعه عن المسيحيّين في دمشق من منطلق تسامحه الإسلامي وشموخ عقيدته وهو ما يبرز التحضّر الواسع الذي كان يملكه الرجل الفذ بصفته مؤسس الدولة الجزائرية ورجل المقاومة الوطنية، فيما تحدث نائب رئيس المؤسسة السيد زعيم خنشلاوي عن الرسالة التي بلغها الأمير للوطن وللعالم وكذا الأمور والأشياء الفريدة نوعا ما التي تميز الأمير كالخلوة والجهاد الأصغر والأكبر المتمثل في جهاد النفس والكفار، وتكلم السيد علي حكمت صاري منسق الجمعية الوطنية للزوايا عن الحركة التصوّفية للأمير هذا بحضور شيخ الزاوية البلقايدية بمعسكر، وكان الحوار بين الديانات هو عنوان أول محاضرة في البرنامج من طرف الأب هنري طيسي من تلمسان، أما خميسي سعد من قسنطينة في محاضرته بيّن ما ورثه عبد القادر الأمير من شيخه الأكبر محي الدين بن العربي كالعروبة والإسلام والشهامة والأنفة إضافة إلى الشموخ والعظمة وقد كانت المحاضرة حول المواقف البطولية للأمير عبد القادر من جانب السيد عبد الباقي مفتاح من ولاية الوادي وما أكثرها، فمن التعليم إلى الإمارة إلى المقاومة إلى الحرب وتحدّي أقوى دولة آنذاك ، وفي سهرة الخميس ليلا تم عرض فيلم وثائقي حول سيرة الأمير عبد القادر شارك فيه باحثون وكتاب ومسؤولون وأحفاده، أما في اليوم الموالي الجمعة فتم تنظيم للوافدين من مختلف مناطق الوطن كمعسكر وتلمسان ووهران والعاصمة ومغنية ومستغانم رحلة للمواقع السياحية والتاريخية صباحا كالحجرة التي قضى فيها الأمير آخر ليلة له في الجزائر قبل نفيه والتي تقع بنادي المجاهدين بوسط مدينة الغزوات وأيضا المكان الذي شهد إحدى أقوى المعارك لأحد الأبطال ألا وهو عبد القادر وما أدراك ما عبد القادر الذي قضى على المقدم ديمونتانياك السفاح المجرم في سيدي ابراهيم ببلدية السواحلية وشاركت في هذه المعركة حتى النساء اللائي قتلن الجنود الفرنسيين، أما مساء فقدم السيد حكمت صاري منسق الزوايا محاضرة بعنوان الأمير عبد القادر وسيدي بومدين ومدى اشتراكهما في الأمور التصوّفية إضافة إلى مداخلات السادة نصر الدين ميهوب ونقادي سيد أحمد وعبد المومن القاسم الحسيني بمحاضرات كانت على التوالي السير إلى الله في فكر الشيخ عبد القادر بن محي الدين ومعركة سيدي ابراهيم التي تحيي ذكراها 165 والأمير رمز الجهاد الصوفي، وكان اختتام الملتقى الذي دام يومين بسهرة موسيقية أندلسية من طرف الجمعية الموحدية بندرومة. وللإشارة فإن هذا الملتقى حضره المثقفون وممثلو الوزارة والسلطات الأمنية والعسكرية والأئمة والصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية والأطباء والمسؤولين ورؤساء البلديات والجمعيات والطلبة والموظفون ومختلف شرائح المجتمع وما ميزه التنظيم المحكم للجنة التي يترأسها الدكتور مباركي محمد.