يتوجّهُ صباح اليوم 528136 تلميذا وتلميذة لإجراء امتحانات شهادة التعليم المتوسط ، ومُقرر أن يُعطي صباح اليوم إشارة انطلاقها من وهران وزير التربية أبو بكر بن بوزيد نفسه، وستتواصل على امتداد ثلاثة أيام، عبر كامل تراب الوطن، بشماله كما هو الحال بجنوبه، ولإنجاح هذه الامتحانات جندت وزارة التربية الوطنية طاقات وإمكانيات مادية وبشرية ضخمة. تنطلق صباح اليوم امتحانات شهادة التعليم المتوسط عبر كافة أرجاء الوطن، يُشارك فيها 528136 مترشحا، منهم 287221 مترشحة، و4302 مترشح حر، و1719 مترشح من المدارس الخاصة، و3686 مترشح من نزلاء المؤسسات العقابية، ويُشرف على هذه الامتحانات وزير التربية الوطنية نفسه، ويُعطي إشارة انطلاقها من وهران، وقد خصصت الوصاية لإجراء هذه الامتحانات 1855 مركز امتحان، يسهر على سيرها الطبيعي 60 ألف أستاذ، من ضمنهم 30 ألف أستاذ يتولون مهمة التصحيح عبر 59 مركزا، وأربعة آلاف ملاحظ، مُهمتهم ضمان السير الحسن للامتحانات، هذا زيادة عن تخصيص الوزارة لأول مرة عشرة مراكز للإغفال، وعبرها يتم الإعلان عن النتائج النهائية، وأي مترشح يتحصل على معدل 10 من 20 في هذه الامتحانات هو ناجح، وينتقل مباشرة إلى السنة الأولى من التعليم الثانوي، فيما يتوقف مرور المترشحين المتعثرين في امتحانات شهادة التعليم المتوسط على مجموع المعدل المحصل عليه من جمع علامات امتحانات شهادة التعليم المتوسط والعلامات السنوية المحصل عليها في السنة الرابعة متوسط. وحسب التوقعات المتداولة في أوساط ملاحظة وأوساط تربوية، فإنه غير مستبعد أن تكون الأسئلة في متناول أغلبية التلاميذ الممتحنين، على غرار ما كان عليه الحال في امتحانات نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، وتُمكنهم من النجاح والمرور إلى مرحلة التعليم الثانوي، ويبدو أن هذا هو الهدف غير المعلن عنه من قبل الوصاية نفسها، التي هي واحدة من المؤسسات الرسمية للدولة، التي بإمكانها أن تنشر الفرحة والابتهاج في نفوس المواطنين، عن طريق معقولية الأسئلة، وتمكين أغلبية التلاميذ من الإجابة عليها، ومن ثمّ ضمان النجاح لأكبر عدد ممكن منهم، وقد تدخل عودة الحديث عن النجاح بالإنقاذ في هذا السياق، الذي يدخل في مجمله في سياق تهدئة النفوس والخواطر، والترتيب لمراحل قادمة. ولقد خصصت وزارة التربية غلافا ماليا لتغطية هذه الامتحانات، قدرته ب 1.5 مليار دينار، ويذهب نصيب معتبر منه إلى المناطق الصحراوية، والداخلية المعزولة. وما تجدر ملاحظته هنا أن وزارة التربية قد عملت في السنوات الأخيرة على توحيد امتحانات الجنوب في امتحانات الشمال، وأصبحت تجريها دفعة واحدة وبشكل متزامن عبر كافة أرجاء الوطن، وهذا الأمر استلزم منها اهتمامات إضافية أخرى بخصوصيات المنطقة الجنوبية، وأولى هذه الاهتمامات أن أعطت تعليمات صارمة، وخصصت ميزانيات خاصة لتعميم أجهزة التبريد صيفا، والتدفئة شتاء، وقد عمّمت هذه الأجهزة على المؤسسات التربوية، إلا أن المشكل الحاصل الآن حسب نقابيي الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين يكمنُ الآن في ضعف الضغط الكهربائي المُوزع في المناطق الجنوبية، الذي لا يسمح بالقدر الكافي من التبريد السليم اللازم صيفا، والتدفئة المطلوبة شتاء، وحسب ما هو مُعلن، فإن وزارة التربية الوطنية قد تراجعت هذه السنة عن إعلان النتائج عن طريق »موبيليس« مثلما جرت العادة، بسبب الأخطاء التي اقتُرفت السنة الماضية، وقد قررت نشرها في شكل قوائم داخل المؤسسات التربوية ومراكز الامتحانات، وهي طريقة يُحبذها الكثير من التلاميذ والأولياء.