قام أول أمس الخميس وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتور جمال ولد عباس بزيارة مفاجئة خاطفة إلى عيادة الرغاية، التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية، بناء على معلومات وصفها بالخاطئة، وفضل الوزير أن يحضر بدون أمنه الخاص، وأن لا يصاحبه في هذه الزيارة سوى مدير المصالح الصحية بالوزارة، ومساعدة المكلفة بالاعلام. تفاجأ أول أمس الخميس أطباء وموظفو وعمال عيادة الرغاية بزيارة مفاجئة خاطفة لوزير الصحة الدكتور جمال ولد عباس، طاف خلالها رفقة مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية الدكتور عبد الرحمان عيادي، ومديرة الموارد البشرية وعدد من مساعديه الطبيين والإداريين. وحسب تصريحات الوزير نفسه ل"صوت الأحرار" بعين المكان، فإن هذه الزيارة هي زيارة مفاجئة، جاءت للتّحقق من معلومات وردت إليه من بعض المواطنين المحتجين، وبعض الجرائد، وفضّل الوزير أن يستغني عن الإجراءات البروتوكولية المعتادة، حيث حضر بنفسه ودون أمن خاص، ودون طاقم كبير مرافق له مثلما هي العادة، باستثناء مدير المصالح الصحية بالوزارة، ومساعدة المكلفة بالإعلام، وقد جال الوزير ومرافقوه بعدد من مصالح العيادة، وتحدث مع بعض المرضى، واستمع إلى إجابات وشروحات عن استفساراته من قبل المسؤول الأول عن المؤسسة العمومية للصحة الجوارية الدكتور عيادي، وبعض مساعديه. وقد انتهى الوزير عقب هذه الزيارة إلى التعبير عن ارتياحه لما رآه وعايشه بالعيادة، حيث قال: أن العيادة على أحسن ما يُرام في النظام، وحسن الاستقبال ، والتكفل بالمرضى في الاستعجالات وفي غيرها، ووفرة الأدوية، والأطباء، وجراحي الأسنان، والتجهيزات الطبية، والوعي قوي في هذا المستوى، وأنا هنا أهنيء الجميع على ما يتوفّرون عليه من كل هذا، وبقي لقاح واحد فقط ناقصا سنوفرُه هذا الأسبوع. وعند تأهّبه لركوب سيارته بساحة العيادة، عند انتهاء زيارته، أمر المدير المسؤول بإطلاق اسم على العيادة، واقترح عليه هذا الأخير أن يُطلق عليها اسم"العقيد حاج شريف". ونذكر هنا أن عيادة الرغاية هي في حقيقتها بمثابة مستشفى صغير، بالنظر للخدمات الصحية الكبيرة التي تقدمها على مدى 24 ساعة على 24 ساعة، وبدون انقطاع على مدار أيام السنة، وبالنظر إلى الأعداد الكبيرة من المرضى والجرحى الوافدة عليها يوميا من الرغاية والمناطق المجاورة، حيث تقوم بفحص أكثر من 500 مريض يوميا في مختلف مصالحها العامة والمختصة، هذا دون حساب المرضى الذين تتكفل بهم مصلحة جراحة الأسنان، وأقسام الأشعة والتحاليل الطبية، وقاعات الحقن والتضميد وتنقية الجروح، وغيرها وما يُمكن تسجيله بالمناسبة، أن عيادة الرغاية تتشكل من طابقين، ومع ذلك هي تحت ضغط كبير في الفحوصات والاستعجالات، لاسيما في فحوصات الطب العام، وعمليات الحقن والتضميد وتنقية الجروح ، وهو الأمر الذي جعل وزير الصحة نفسه في هذه الزيارة يؤكد على ضرورة تدعيم مصحة الاستعجالات بأطباء وممرضين آخرين، والعيادة حاليا تتكفل بالفحوصات العادية العامة، والمختصة في الطب الداخلي، والأمراض الصدرية والتنفسية، وأمراض الكلى، وأمراض الأعصاب، وجراحة الأسنان، هذا دون ذكر الفضاءات الصحية والعلاجية الأخرى مثل قطب أمراض السكري والضغط الدموي،والعلاج النفسي ،والأرطفوني، والعلاج الحركي، ومصلحة الأمومة والطفولة، التي تتولى اللقاحات، وتنظيم النسل، والعناية والمتابعة الخاصة بالنساء الحوامل، وبغير الحوامل. وردا عن سؤال ل "صوت الأحرار" حول الأطباء المقيمين، قال الوزير: الكرة الآن في معسكرهم، وأقول لهم، لا توجد دولة في العالم رفعت الأجور مثلنا،بحيث ارتفع الأجر الشهري للمقيم في السنة الأولى من 31 ألف دينار إلى 63 ألف دينار،وفي السنة الخامسة من 38 ألف دينار إلى 80 ألف دينار، وأعطى الوزير مقارنة بين 2800 دينار التي مثلما قال كان يتقاضاها هو شخصيا يوم أن كان مديرا ولائيا للصحة سنة 1964، في عهدة الرئيس أحمد بن بلة، وما يتقاضاه المقيم اليوم، وفي قناعة الوزير، يوجد فرق كبير بين الراتبين، ولصالح المقيم.