أعطى صباح أمس وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد إشارة انطلاق الموسم الدراسي الجديد 2011 2012 من حنوب البلاد، وتحديدا من مدرسة فضيلة سعدان بولاية تندوف، الولاية التي رافقت ولايات المنطقة في تسجيل أضعف نسب النجاح في شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط لسنوات طويلة.، ويبدو أن بن بوزيد عازم من خلال الإجراءات المساعدة التي اتخذها على الأخذ بيد هذه الولاية و مثيلاتها من ولايات الجنوب الأخرى فضّل وزير التربية الوطنية هذه المرة أن يُعطي صباح أمس إشارة انطلاق الموسم الدراسي الجديد من ولاية تندوف، الولاية التي داومت إلى جانب عدد من الولايات الجنوبية الأخرى على احتلال ذيل الترتيب في نسب ومعدلات النجاح في الامتحانات، ولاسيما منها امتحاني البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط. ولقد اختار الوزير هذه المناسبة لكي يقف بنفسه على واقع المنظومة التربوية في هذه الولاية الصحراوية النائية، وكانت له فرصة سانحة من أجل الوقوف على حقيقة الإمكانيات المادية والبشرية التي تتوفر عليها هذه الولاية، وكانت له معاينات ميدانية لعدد من المنشآت والهياكل التربوية على مستوى عاصمة الولاية، وقد أجرى حوارات، واستمع لكثير من الانشغالات التي كان ينوي رصدها وتدوينها من أجل رفع مستويات النجاح ونسبه، إلى ما هو مسجل في ولايات الشمال، التي دأبت على احتلال المراتب الأولى. وحسب ما تم التصريح به من قبل مسؤولي التربية المحليين، فإن مؤسسات التربية في ولاية تندوف استقبلت أمس حوالي 12389 تلميذا في الأطوار التعليمية الثلاثة، منهم 6500 تلميذ في التعليم الابتدائي، موزعين على 23 مدرسة ابتدائية، و4582 تلميذ في الطور المتوسط، موزعين على 11 متوسطة، و1307 تلميذ في الطور الثانوي، موزعين عبر ثلاث ثانويات، يشرف على تأطير الجميع 602 أستاذ ومعلم. وحسب نفس المصادر التربوية، فإن قطاع التربية بهذه الولاية تدعم بمدرسة ابتدائية ومتوسطة في الحي الجديد )النهضة(، وأغلبية مدارس تندوف تتوفر على مطاعم مدرسية، تقدم وجبات ساخنة لجميع المتمدرسين. وما يمكن التذكير به أن وزير التربية قد ضاعف من حرصه على واقع التربية بولايات الجنوب،من حيث الإمكانيات المادية والبشرية والرعاية بالتلاميذ، وهو الأمر الذي أدى إلى تسجيل بعض التحسن في بعض الولايات، ومن بين ما قامت به الوزارة، إعطاء اهتمام إضافي لمسألة التبريد والتسخين بالهياكل والمؤسسات التربوية، ومسألة النقل ، والإطعام المدرسي التي أصبح يستفيد منها تقريبا كل التلاميذ، وقد ساهم هذا الاهتمام في تقليص وتائر التسرب المدرسي، وسهل المهمة خاصة على الفتيات ومكّنهن من مواصلة الدراسة، لأن نقلهن عن طريق الحافلات قرّب من المسافات الفاصلة بين مواقع سكنهن والمؤسسات التربوية التي يزاولن التعليم بها. وحسب المعلومات التي تقدمت بها وزارة التربية الوطنية، وحسب المعلومات الصادرة عن وزارة التربية عشية انطلاق الموسم الدراسي الحالي، فإن الأولوية في توزيع الكتب المدرسية كانت لولايات الجنوب، وقد خصصت لها وزارة التربية ما يكفيها من الكتب، وانطلاقة التوزيع كانت في هذه الولايات قبل غيرها من ولايات الشمال. وحسب ما أوردت وكالة الأنباء الجزائرية، فإن وزير التربية قد تعهد في تندوف بالتكفل بمطالب عمال التربية بمختلف أسلاكهم خلال الموسم الدراسي الحالي، وأكد أن كل المطالب التي تم التوقيع عليها في محاضر رسمية خلال شهر أفريل الفارط، ستوضع لها حلول مناسبة بالتنسيق مع الأساتذة والنقابات الوطنية، وقال تحديدا، أنه لن يستثني أية شريحة من القطاع، بما في ذلك المساعدون التربويون والمسيّرون الماليون. ومن أجل تهدئة الأوضاع وطمأنة كافة عمال القطاع، دعا الجميع إلى ضبط النفس والتحلي بروح المسؤولية واليقظة.