نفى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أبو عبد الله غلام الله، أمس، ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول تعرضه للمضايقة من طرف بعض الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة، واصفا موسم الحج لهذه السنة بالناجح، وقال الوزير إن الجزائر سيدة في وضع قوانينها التي تنظم ممارسة الشعائر الدينية الأخرى على أرضها، معلنا عفوه عن الأئمة الثلاث الذين عزفوا عن تحية العلم الوطني مؤخرا، لأن الرفض على حد قوله جاء عن قلة وعي وليس عن قصد. اعتبر وزير الشؤون الدينية في اللقاء الذي جمعه بالصحافة أمس، بيومية المجاهد، موسم الحج لهذه السنة »متميّزا« نظرا للظروف التي مر بها، حيث عرف موسم حج 2011 تسجيل وفاة 32 شخص وفقدان شخصين بالبقاع المقدسة، ورد الوزير بعبارات تدل على كبير الاستهجان للأخبار التي راجت في وسائل الإعلام حول مضايقته من طرف الحجاج الجزائريين وقيامهم باحتجاجات أمام الخيمة التي كان يقيم فيها، ولفت إلى أن وزارته تتعامل مع الوكالات السياحية وليس مع النقابات التي تتحدث باسمها. وفيما يخص موسم الزكاة لهذه السنة كشف، أبو عبد الله غلام الله، أن حصيلة الزكاة لهذه السنة بلغت مليار و 141 مليون دينار، موضحا رده على سؤال يتعلق بغياب ثقة المواطن في صندوق الزكاة أن الأرقام المسجلة من سنة إلى أخرى تدل على أن الثقة في تنامي مستمر، وأشار إلى أن أموال صندوق الزكاة موجهة لخدمة أفراد المجتمع من المحتاجين، وذكر أن صندوق الزكاة تكفل خلال السنة المنصرمة بتمويل مشاريع أعداد معتبرة من الشباب العاطل عن العمل والراغب في انجاز مشاريع خاصة به، وخلال حديثه عن مشروع »بنك صندوق الزكاة« أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن الوزارة طلبت المساعدة من مختصين في مجال الاقتصاد لتسيير أموال هذا الصندوق حتى يستفيد منه أكبر عدد ممكن من المحتاجين بشكل مدروس. وفي سياق آخر قال الوزير إن الجزائر ذات سيادة، ومن حق المجلس الشعبي الوطني أن يشرع ما يراه مناسبا، مضيفا أن قانون 2006 الذي ينظم الشعائر الدينية في الجزائر لحماية الأقليات وضبط نشاطها حتى لا تستعمل لأغراض سياسية، ردا منه على الانتقادات التي وجهها أسقف الجزائر غالب بدر حول ظروف ممارسة الشعائر الأخرى في الجزائر. وقلل الوزير من شأن قضية الطلبة الأئمة الذي رفضوا الوقوف لتحية العلم الوطني، مرجعا ذلك إلى قلة الوعي، وحول مستجدات الملف قال المتحدث أن مدير الشؤون الدينية لولاية بجاية تلقى الاعتذار منهم، وهو بدوه اعتذر نيابة عنهم، وأرجع غلام الله في سياق أخر أسباب الأخطاء التي ترد في المصاحف إلى أسباب تقنية، مؤكدا أن الشركات الأجنبية ممنوعة من استيراد المصاحف وإنما هي اليوم تطبع في الجزائر.