أعطى وزير النقل عمار تو، أمس، بمحطة السكة الحديدة لمدينة النعامة إشارة تشغيل نظام الاتصالات المتنقلة الخاص بخط السكة الحديدية الرابط بين المشرية وبشار على طول 360 كلم، ويمكن نظام الاتصالات المتنقلة من تحسين إجراءات السلامة وتأمين ومراقبة حركة النقل عبر القطارات. كما يتيح هذا النظام استخدام تجهيزات اتصال متطورة تمكن سائقي القطارات وأفراد الطواقم العاملين على طول خطوط السكة الحديدية إجراء اتصالات متبادلة وموحدة وبجودة عالية وفي جميع الأوقات حسب شروحات مسؤولي الاتصالات في مشروع السكة الحديدية المشرية -بشار. وأوضح وزير النقل بالمناسبة أن هذه التقنية التي ستدخل أيضا حيز التشغيل في الأيام القليلة المقبلة على مستوى خطي السكة الحديدية عين مليلة - قسنطينة وبسكرة - تقرت تسمح بجمع مختلف الأنظمة الخاصة بالإشارات التي تسير وفقها القطارات في السكك الحديدية مع ضمان ربطها بطريقة ذكية وآمنة بين القطارات والمركز الوطني للمراقبة والاستغلال لشبكة النقل على عكس ما كان معتمدا في السابق. وكشف عمار تو من جهة أخرى عن عملية لاقتناء قطارات جديدة تخص المسافات الطويلة والمتوسطة لضمان مزيد من الراحة والأمن للمسافرين بدءا من السنة المقبلة 2013 وتوجد هذه العملية في طور إعداد دفاتر الشروط لإطلاق المناقصة الدولية. كما ذكر الوزير أيضا أنه سيتم قريبا إجراء أول ربط بالسكة الحديدية لنقل المسافرين بواسطة القطار السريع أوتوراي بين مدينتي النعامة ووهران على مسافة 260 كلم انطلاقا من محطة المشرية النعامة وهو القطار الذي سيضمن رحلة واحدة يوميا ذهابا وإيابا بين هاتين المدينتين مرورا بمدينة سيدي بلعباس. ويندرج هذا القطار السريع ضمن جهود عصرنة قطاع النقل وتقدر طاقته ب200 مقعد للجلوس فضلا عن كونه يتوفر على أماكن مهيأة لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. ولدى معاينته لأشغال جسر علوي لربط المحطة البرية لنقل المسافرين بباقي أحياء مدينة النعامة الذي سيتم استلامه قبل نهاية شهر مارس المقبل استمع الوزير لبعض انشغالات عدد من الناقلين الذين توقفوا عن النشاط منذ أربعة أسابيع رافضين الالتحاق بالمحطة البرية الجديدة التي تقع خارج عن وسط المدينة. وأوضح تو بهذا الخصوص أن القوانين السارية لتنظيم مخططات النقل تفرض على حافلات نقل المسافرين خارج النطاق الحضري الدخول إلى المحطات البرية. وأضاف تو في نفس السياق بالقول أنه من غير المعقول أن نستجيب لتحويل 84 ألف ناقل يملكون أكثر من 10 آلاف حافلة تستغل مختلف خطوط النقل خارج المدن على المستوى الوطني خارج محطات النقل البري المنشأة والمجهزة خصيصا لتنظيم حركة النقل والتي كلفت الدولة استثمارات كبيرة. واختتم وزير النقل زيارته لولاية النعامة التي دامت يومين بمعاينة نشاط المركز الجديد لصيانة السكك الحديدية بالمشرية الذي دخل حيز الإستغلال مؤخرا، حيث تلقى شروحات حول مهام تلك المنشأة الهامة التي تمتد على مساحة إجمالية تفوق 6 هكتارات منها 3.000 متر مربع مبنية. ويسير هذا الهيكل المختص 12 مهندسا و تقنيا مختصا ويتوفر على رواق للصيانة والغسيل والتشحيم ومحطة للخدمات ومخازن لقطع الغيار ومصالح أخرى تضمن الصيانة الدورية للقاطرات.