قال وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني أنه قد لمس إرادة واضحة لدى الجزائر لتعزيز العلاقات الثنائية وتحريك عجلة البناء المغاربي، وأضاف أنه لأول مرة يتفق المغرب والجزائر على خطة عمل كاملة تنبني على انتظام المشاورات بين البلدين، واعتبر أن اللقاءات التي جمعته برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ووزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، كانت ناجحة. أكد وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني بان اختياره للجزائر كأول محطة لتحركاته خارج المملكة نابع من أولويات السياسة الخارجية المغربية والأهمية التي تعطيها لمنطقة المغرب العربي، وأوضح من جهة ثانية أن زيارته للجزائر سمحت بحصول اتفاق على مقاربة جديدة للدفع بالتعاون بين المغرب والجزائر، وقال العثماني في تصريح عبر الهاتف للقناة التلفزيونية »ميدي 1 تي في« ضمن برنامجها »ملف للنقاش« الذي خصصته لمسألة »فتح الحدود بين المغرب والجزائر«، أن الجديد في هذه المقاربة »يتمثل في ارتكازها على ضرورة توسيع وتعميق العلاقات في المجالات المتفق بشأنها وترك المجالات موضوع اختلاف لتكون محل حوار بين البلدين بطرق يتم الاتفاق عليها مستقبلا« وأشار إلى أن هذا الحوار سيكون متوسط المدى وسيأخذ بعدا استراتيجيا. وواصل رئيس الدبلوماسية المغربية يقول بأنه قد لمس لدى الطرف الجزائري اقتناعا بهذه المقاربة الجديدة يشجع على المضي قدما لتطوير العلاقات، وجدد في هذا الإطار التأكيد بأن المغرب والجزائر توصلا إلى اتفاق واضح حول ضرورة تطوير العلاقات الثنائية ورفع مستوى التعاون الثنائي في مختلف المجالات بدءا بالقطاعات التي كانت موضوع زيارات متبادلة بين البلدين، مبرزا أن هذه القطاعات تهم على الخصوص الفلاحة والماء والشباب والرياضة والطاقة. وبحسب العثماني فإنه »لأول مرة يتفق المغرب والجزائر على خطة عمل كاملة تنبني على انتظام المشاورات بين البلدين عن طريق عقد لقاءات بين وزيري الخارجية بالبلدين مرتين في السنة، يمهد لها باجتماعات للجان قطاعية وخبراء بهدف تقييم ما تم تحقيقه ووضع برامج جديدة، كما تم الاتفاق على عقد اللجنة العليا المشتركة خلال سنة 2012«. واعتبر رئيس الدبلوماسية المغربية بأن المرحلة الراهنة هي مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، التي وصفها بأنه مهمة لاستقرار المنطقة وتعزيز التعاون في مجال الملفات الشائكة مشيرا إلى التحديات التي تواجهها منطقة الساحل في مجال الإرهاب والجريمة المنظمة، علما أن المغرب سيكون ممثلا خلال الاجتماع القادم لدول الميدان الذي سيعقد بالجزائر، وهذا بعد اتخاذ قرار يقضي بتوسيع دول الميدان لتشمل أيضا، فضلا عن نيجيريا كل من المغرب ومصر وبوركينافاسو. هناك قناعة مشتركة بين البلدين، يضيف العثماني، بأن المرحلة الراهنة هي مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، وأن هذه العلاقات مهمة لاستقرار المنطقة ولتعزيز التعاون في ملفات أمنية شائكة تهدد الاستقرار في منطقة الساحل، وأكد في نفس السياق بأنه »لمس لدى المسؤولين الجزائريين نفس الإرادة التي عبر عنها الملك محمد السادس في أكثر من مناسبة، لبناء الاتحاد المغاربي وتطوير العلاقات الثنائية«، مؤكدا أن اللقاءات التي أجراها مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وزير الخارجية مراد مدلسي، ومع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، كانت ناجحة، مشددا على الحاجة الملحة لتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين وعلى مستوى الاتحاد المغاربي، مشيرا إلى أن الوضع الحالي يؤثر سلبا على معدل التنمية بالمنطقة.