إن بعض السياسيين الذين كانوا يحملون في خطاباتهم ومهرجاناتهم وتصريحاتهم أثناء الحملة الانتخابية بأن الشعب الجزائري لا يمكن أن يكون استثناء عما يدور في محيطه العربي وقد اختار بعضهم عناوين لأحزابهم كمثال يرونه ناجحا لدى شعوب أخرى، وتهجموا على جبهة التحرير الوطني مستغلين حراكها السياسي الداخلي، كل هذا لأن هدفهم الوحيد هو الطريق إلى البرلمان، ومنهم من تجاوز في حملة إلى سنة 2012، إلا أن الشعب الجزائري رغم مشاكله وطموحاته المشروعة أثبت لهؤلاء السياسيين وللعالم أجمع أنه الاستثناء الإيجابي الذي لا يتأثر بأي عنوان ولا شعار إلا عنوان الاستقرار والأمان والوحدة، فكان اختياره لجبهة التحرير الوطني لأنها خاطبته بكل موضوعية وصدق واحترام. إن الشعب الجزائري وعندما اختار جبهة التحرير الوطني أثبت كما كان توقعا أنه الشعب الأكثر وعيا وشجاعته وحبا لوطنه الآمن المستقر الموحد، كما أنه بهذا الاختيار قد اسلم المشعل الذي حرر وحد وشيد، فجعل جبهة التحرير الوطني في مختلف مفتوح على الهواء الطلق في مساحة هي ربوع التراب الوطني، فتحية إكبار وتقدير لهذا الشعب الذي اختار شخصيته المتميزة بالوعي السياسي الذي لا تؤثر فيه الأبواق ولا السنفونيات الوردية، فهو الذي سيصنع العدالة والتنمية والتغيير ولون وطنه وطموحاته ويعرف اليسار من اليمين بعبقريته التي نعتز بها جميعا• عندما يختار الشعب الأفلان في انتخابات رضينا بآلياتها جميعا ودعوناه طيلة الحملة الانتخابية للتصويت بقوة لتفويت الفرصة على المتربصين بالجزائر، وكان أمامه أكثر من أربعين حزبا سياسيا، فهل أخطأ الشعب الاختيار•••؟! إن الشجاعة السياسية هي إحترام إرادة الشعب وتحيته لأن اختار الأقدر والاكفأ لينوب عنه بالسهر والتضحية من أجل طموحاته، فهو إن شرف جبهة التحرير الوطني بأن تنوب عنه فقد حملها عبء المسؤولية وأودعها أمانة الوطن في مرحلة حافلة بالتحديات الداخلية والخارجية وهو يعلم أن الأفلان لديه من الكفاءات عبر مراحل مختلفة وفي جميع مستويات المسؤولية ما يؤهله لصيانة الوطن موحدا والدفع بعجله الإصلاحات في جميع المستويات وهو الحاضن لجميع أبناء الشعب. فنحن في جبهة التحرير الوطني قد حملنا الشعب مسؤولية تاريخية في مرحلة مفصلية، ندرك تحدياتها لكننا سنكون بعون الله في خدمة هذا الشعب وسيعمل بقلب مفتوح للجميع وسيكون كل مناضل من موقع عمله لبنة في بناء جزائر آمنة وموحدة، مستقرة وقوية بجميع أبنائها، فقد اختار الصندوق بكل حرية وشفافية ربيع الجزائر في التغيير والعدالة والتنمية فتكتل وراء ماضيه المشرف الذي ضمن له الاستقرار والهدوء والبناء المتواصل من أجل جزائر ديمقراطية قوية بمؤسساتها واقتصادها، سيدة في قرارها بفضل قوة وتجند الأمة وراء خيار الأغلبية• تحية لكل جزائري وجزائرية اختار جبهة التحرير الوطني لأنه ختار الاستقرار فأرسل بذلك رسالة قوية لهؤلاء المشككين في وعيه السياسي ووطنيته وأصالته وانتمائه، كما نحيي نحن أبناء جبهة التحرير الوطني كل الذين اختاروا أحزابا سياسية أخرى أو قوائم حرة، كما نحترم الذين آثروا عدم التصويت مهما كانت قناعتهم، فحرية التعبير تقتضي أن يحترم الجزائري رأي أخيه وإن خالفه الرأي، هكذا نقدم صورة حضارية لشعب جدير بالمفهوم الحقيقي للديمقراطية. العمراوي زخروفة