لا تزال حوادث المرور تحصد مزيدا من الأرواح، وذلك في ظل غياب قوانين ردعية لتقويم سلوك السائقين والحد من الفوضى العارمة التي يشهدها قطاع النقل بالجزائر، حيث تشير الإحصائيات الرسمية الأخيرة إلى تسجيل 754 حادث أدى إلى وفاة 68 شخص وجرح 1078 آخرين في ظرف أسبوع واحد فقط، فيما تتصدر الجزائر العاصمة القائمة بتسجيلها ل 135 حادث وجرح 125 شخص. تميزت الفترة الأخيرة بارتفاع محسوس لحوادث المرور التي تخلف عديد من القتلى وآلاف من الجرحى، ناهيك عن الإعاقات التي قد يعاني منها الناجون من هذه الحوادث، وبعيدا عن الإحصائيات الرسمية، تبقى الحوادث اليومية التي يسمع بها المواطن بين الحين والآخر أو يكون شاهدا عليها خير دليل على وجود خلل معين في منظومة النقل وفي سلوكيات السائقين أو حتى الراجلين. وتبقى الثقافة المرورية كما يجمع عديد من الخبراء مرتبطة أساسا بالتنشئة الاجتماعية التي ترافق المواطن البسيط منذ ولادته وتجعله يحترم قوانين المرور بما يخدم مصلحة الجميع، أما بالنسبة للجزائر فنجد أن كثير من الزوار الأجانب يعبرون عن دهشتهم لغياب أدنى الاحترام لمثل هذه القواعد المرورية التي تهدف إلى ضمان أمن وسلامة الجميع. وفي هذا الشأن وقع حادث مرور أليم صبيحة أمس في حدود الساعة السادسة صباحا على الطريق الوطني المزدوج رقم خمسة وعلى المحور الرابط بين سطيف وبرج بوعريرج وبالتحديد في منطقة عين التراب، خلف ستة قتلى من بينهم طفلة لا يتجاوز عمرها السبع سنوات، وقد وقعت الحادثة إثر اصطدم سيارتان من نوع رونو 206 و"سيتروان" صبيحة أمس خلفتا ستة قتلى، وتعود مجريات الحادث حسب شاهد عيان الذي كان مباشرة خلف السيارة المتوجهة من مدينة سطيف نحو الجزائر العاصمة والتي انحرفت عن مسارها جهة اليسار، حيث خرجت إلى الطريق المقابل أين اصطدمت بالسيارة القادمة من الجزائر العاصمة، حيث خلف الحادث أربعة قتلى في حين نقل رجل وامرأة على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي لسطيف أين لفظا أنفاسهما الأخيرة هناك. إلى ذلك تسبب حادث مرور خطير وقع أمس بالطريق الوطني رقم 3 الرابط بين بسكرة والمغير في هلاك شخصين من عائلة واحدة وهما شاب عمره 25 سنة وطفل عمره 8 أعوام، فيما جرح5 آخرون تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 سنة حسب ما أفادت الحماية المدنية بالوادي، واستنادا إلى ذات المصدر، فإن ضحايا الحادث الذين نقلوا إلى المؤسسة الاستشفائية بالمغير كانوا على متن سيارة "اكسن" اصطدمت بشاحنة ذات صهريج تسير في الاتجاه المضاد ونتيجة السرعة وقع الحادث بتراب بلدية سطيل . كما توفي نهار أمس شخصان وهما "م-ع" و"م-ز" من بلدية الغدير إثر انقلاب شاحنة مقطورة على سيارة من نوع أوبال كانت تسير في الاتجاه المعاكس وهذا بالطريق الوطني رقم 44 ببلدية رمضان جمال، الضحيتان نقلتا لمصلحة حفظ الجثث بمستشفى سكيكدة، فيما بقي جريح في العناية الطبية المركزة بذات المستشفى، من جهتها مصالح الدرك الوطني انتقلت إلى مكان وقوع الحادث وفتحت تحقيقا في الحادثة. 754 حادث خلال أسبوع أحصت مصالح الحماية المدنية خلال الفترة الممتدة ما بين 02 إلى غاية 08 أوت الجاري 754 حادث مرور أدى إلى وفاة 68 شخص وجرح 1078 آخرين وتتصدر ولاية الجزائر العاصمة الريادة من حيث عدد الحوادث، حيث سجل بها 135 حادث مرور تسبب في جرح 125 شخص، أما من حيث عدد الوفيات، فقد تم إحصاء تسعة حوادث مرور بولاية معسكر أدو إلى وفاة 20 شخص.