شن السناتور الجمهوري جون ماكين هجوما حادا على إيرانوروسيا، كما أشاد بالإستراتيجية الأمريكية في العراق، وأعرب عن تمسكه ببقاء القوات الأمريكية هناك. ووصف ماكين في كلمته التي ألقاها في اليوم الأخير لمؤتمر الحزب الجمهوري -وأعلن فيها قبوله ترشيح الحزب له للانتخابات الرئاسية الأمريكية- إيران بأنها "أهم جهة داعمة لإرهاب الدولة"، متعهدا بمنعها من امتلاك السلاح النووي، إذا أصبح رئيسا للولايات المتحدة. واتهم ماكين في خطابه الذي استمر أكثر من خمسين دقيقة، القادة الروس بغزو دولة مجاورة صغيرة "وديمقراطية لبسط سيطرتهم على الاحتياطي النفطي العالمي، وترهيب دولة مجاورة أخرى، وتحقيق طموحاتهم بالعودة إلى عهد الإمبراطورية الروسية". وتعهد ماكين أمام أكثر من 20 ألف من مندوبي الحزب الجمهوري، بإقامة علاقات جيدة مع روسيا، وتفادي العودة للحرب الباردة، غير أنه استدرك قائلا "لا يمكننا أن نغض الطرف عن العدوان الذي يهدد الاستقرار في العالم وأمن الشعب الأمريكي". وفيما يتعلق بموضوع الإرهاب قال المرشح الجمهوري "لقد وجهنا ضربة قاسية للقاعدة في السنوات الماضية، لكن التنظيم لم يهزم، وسيشن مزيدا من الهجمات علينا، إذا سنحت له الفرصة"، دون أن يفصح عن النهج الذي سيعتمده لمحاربة "الإرهاب". وشكر ماكين الرئيس الأمريكي جورج بوش دون أن يأت على ذكر اسمه قائلا "أنا ممتن للرئيس لأنه قادنا في مرحلة حالكة، تلت أفظع هجوم على الأرض الأمريكية في تاريخنا، ولأنه حمانا من هجوم آخر ظن كثيرون أن لا مفر منه". ولم يحضر بوش مؤتمر الحزب بسبب إعصار غوستاف في لويزيانا بجنوب الولاياتالمتحدة، واكتفى بكلمة مقتضبة وجهها للمؤتمر عبر اتصال بالأقمار الصناعية. ورغم التصفيق الحاد الذي قاطع به أنصار الحزب خطاب ماكين عشرات المرات، فإن الخطاب قوطع أيضا مرات عديدة من قبل معارضين لسياسات الحزب. حيث نجح عدد من المتظاهرين المعارضين في قطع الخطاب لفترة وجيزة، ورفع متظاهر لافتة كتب عليها "لا يمكنك أن تربح احتلالا". ثم وقف متظاهر آخر وبدأ بإلقاء شعارات معادية للحرب قبل أن تسارع الشرطة إلى طرده. وبالتزامن مع آخر يوم للمؤتمر نظم مئات الأمريكيين المناوئين للحرب في العراق مظاهرة احتجاجية في شوارع مدينة سانت بول، وشارك عدد كبير من الطلاب في الاحتجاج الذي نظمته حركة الشباب المعارض للحرب. وقد اعتقلت الشرطة أكثر من مائة محتج الأربعاء الماضي. كما قالت السناتورة الديمقراطية هيلاري كلينتون، أنها لا تريد بأي حال من الأحوال وصول ماكين إلى البيت الأبيض. وأكدت أن مرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما، يحمل أفكارا للتغيير هي التي تريدها أمريكا في السنوات الثماني القادمة. وقد وافق المندوبون الجمهوريون في المؤتمر القومي للحزب رسميا في سانت بول بولاية مينيسوتا على اختيار ماكين (72 عاما) بحصوله على أكثر من الأصوات ال1191 اللازمة لفوزه بترشيح الحزب. ويوم الأربعاء الماضي وافق الحزب على اختيار حاكمة ولاية ألاسكا سارة بالين للترشح لمنصب نائب الرئيس. الوكالات / واف