وجد العشرات من مرتادي بيوت الرحمن بعاصمة الولاية غليزان ضالتهم فيها حيث لطفت مكيفات الهواء الأجواء داخلها، والغريب في الأمر أنهم ضربوا بعرض الحائط ما سطرته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والتي كانت تهدف إلى قراءة القرآن والفقه ومتابعة الدروس ومنهم حتى من أخذته النسمة الباردة وعجلت بدخوله السبات إلى حين أن يرفع المؤذن آذان صلاة العصر. ن.رياض كانت بداية المتابعة مسجد "النور" بوسط عاصمة الولاية غليزان وحين ولجناه كان بعض المصلين قد أسندوا ظهورهم إلى الجدران وآخرون في وضعيات مختلف والغريب في الأمر طائفة أخرى والتي يحكمها منطق الصحبة قد اتخذت لنفسها مكانا من أحد أركان المسجد ودخلت في نقاشات لا تخلو من الحديث عن غلاء السلع سواء الغذائية أو الملابس وحتى الأدوات المدرسية. ويمتد وقت تواجد هذه الفئات بالمسجد ابتغاء نسمات بادرة إلى غاية دخول وقت العصر ومنها الافتراق، وما عزز لجوء هؤلاء المصلين للمساجد أن أغلبيتهم الساحقة من البلديات المجاورة والمرغمة على البقاء باعتبار أن الحرارة بلغت مستويات قياسية، ولا تقتصر الظاهرة على مسجد "النور" بل تتعداه إلى مساجد أخرى على غرار "المسجد الكبير". وقد حاولنا رصد إجابات بعض المواطنين الدين كانوا نائمين بمسجد "النور" إلا أنهم عزفوا عن التعليق بحجج واهية، في حين أكد بعض المواطنين الذين التقينا بهم خارج أسوار المساجد بأن الظاهرة مشينة تقلل من حرمة المسجد في شهر الحرم وأن بيت الله للعبادة وتلاوة القران وليس إلى الغط في النوم العميق الذي يذهب حتى الوضوء. وفي أثناء تواجدنا بوسط المدينة وحين مرورنا بالحديقة العمومية شدت انتباهنا ظاهرة تحتاج إلى وقفة جادة من طرف المسؤولين، حيث عمدت مجموعة من الشباب من مختلف الأعمار قد يكون بعضهم في العقد الرابع وهم يأكلون التمر والخبز ويدخنون سجائر والغريب أن المظهر تزامن مع يوم جمعة. رمضان وهو المصطلح المتردد بين "وكالين رمضان" بلسان أهل المنطقة لا يقتصر على الحديقة العمومية بل يتعداه إلى مناطق أخرى بها والتي تكون عادة الخبز والحليب والتمر، وبين أقدام مجموعات من المواطنين على قضاء القيلولة في المساجد في غياب التوعية وكذا إقدام شباب في عمر الزهور وحتى كبار السن يبقى من تحدثنا إليهم يتطلعون إلى ضرورة محاربة الظاهرة عبر منابر المساجد.