ندد أمس رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير محمد بوحفصي بالصريحات التي أدلى بها نائب الأرسيدي نور الدين آيت حمودة، وقال إن هذا الأخير أبعد من أن يتحدث باسم الشعب الجزائري لأنه لا يمثل إلا نفسه، مشيرا إلى أن النائب وبهذه التصريحات المشينة يكون قد نبش قبور الشهداء وأساء إلى تاريخ والده الثوري الذي قدم الكثير في سبيل تحرير الجزائر. ما تزال التصريحات التي أدلى بها أحد نواب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في آخر جلسة لمناقشة مشروع قانون المالية والتي شكك من خلالها في تاريخ الثورة التحريرية وفي عدد الشهداء محل تنديد واستنكار من قبل الأحزاب السياسية وممثلي الأسرة الثورية والمجتمع المدني، حيث عقدت أمس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير ندوة صحفية وجهت من خلالها تحذيرا شديد اللهجة إلى كل من تسول له نفسه الاعتداء أو التطاول أو المساس بالذاكرة التاريخية الجماعية للأمة، وقالت إن الجمعية وبصفتها تمثل خلفاء الشهداء لأن أطراف وأجزاء من أجساد معطوبي حرب التحرير قد دفنت مع رفقائهم الشهداء، كما أنهم بمثابة شهود على ذاكرة حرب ضروس غير متكافئة استعمل فيها الجيش الفرنسي كل أنواع الإبادة والتدمير ستتصدى لمن يجرأ على مثل هذه الإساءات. ومن وجهة نظر بوحفصي فإن النائب نور الدين آيت حمودة وبهذه التصريحات يكون قد أساء إلى رمز من رموز الجزائر وهم الشهداء الذين دفعوا بأرواحهم في سبيل تحرير الوطن، كما أنه أساء لوالديه اللذين قدما تضحيات كبيرة في سبيل الجزائر، مبرزا بالقول"نعترف بما قدمه والد هذا النائب الذي كان أحد زعماء الثورة وقادتها لكن هذا لا يمنحه حق التطاول على الشهداء"، ويعتبر المتحدث تصريحات نائب الأرسيدي بأنها بمثابة نبشا للقبور وهو السلوك الذي ترفضه جميع الأديان والأعراف والتقاليد لا سيما إذا تعلق الأمر بقبور من دفعوا أرواحهم ودماءهم في سبيل هذا الوطن. وفي سياق ذي صلة اعتبرت الجمعية على لسان رئيسها أن تصريحات نائب الأرسيدي الآنف الذكر هي دعم للطروحات الاستعمارية التي تتحدث عن الأدوار الايجابية للمستعمر، واستنكرت أن يأتي اليوم وبعد مرور 46 سنة من انتصار الشعب الجزائري على أكبر قوة استعمارية استيطانية عرفها التاريخ من يشكك في عدد الشهداء والمجاهدين، وأن يطعن في فاتورة الدم التي سددها ما يزيد عن المليون ونصف المليون من الشهداء، واستغربت أن تأتي هذه الإساءة من ممثل للشعب في البرلمان يفترض فيه أن يدافع عن حقوق هذا الشعب ويسهر على حماية قيمه وثوابته ورموزه لا أن يدوس عليها. ويذهب المتحدث إلى أن النائب لم يتوان يوما عن توجيه سهام انتقاداته وتهجماته إلى الدولة الجزائرية وانجازاتها باسم الديمقراطية، وحينها لم تتحرك الجمعية لأن للحكومة والجولة رجال يدافعون عنها ويردون عليه، لكنه اليوم وفي رأي بوحفصي قد ذهب بعيدا وتجاوز الخط الأحمر لأنه تجرأ على الاعتداء أحد مقدسات التاريخ الوطني وأنه ليس من الحكمة السكوت على هكذا إساءة. وفي رده على سؤال حول ما ستقوم به الجمعية للرد على نائب الأرسيدي، استبعد رئيس الجمعية الذهاب إلى حد المتابعة القضائية، وقال إنه يفضل تجاهل هذه التصريحات التي أخذت من وجهة نظر أكثر مما تستحق لأنها صادرة عن شخص لا يمثل الشعب الجزائري ولا يحق له الحديث باسمه. وفي سياق منفصل وفي رده على سؤال يتعلق بملف المجاهدين المزيفين أكد بوحفصي رئيس جمعية معطوبي حرب التحرير أن المفتشية التي نصبها وزير المجاهدين محمد شريف عباس على مستوى الوزارة للتحري والتحقيق في القضية سحبت بطاقات العضوية في صفوف الثورة التحريرية عن ما يقارب 13 ألف شخص ممن تسربوا إلى صفوف المجاهدين بدون وجه حق.