قال الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد أن موقفه من وضع العلاقات الجزائرية الفرنسية لن يكون خارج الإجماع الوطني، مشيرا في تصريحات خص به "الشروق اليومي" ردا على سؤال حول موقفه الشخصي مما يجري في شأن العلاقات بين الجزائر وباريس قائلا "لا أستطيع أن يكون لي رأي في هذا الموضوع يختلف عن موقف الدولة الجزائرية". وتحدث الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد إلى "الشروق اليومي" على هامش حفل نظمته وزارة المجاهدين لفائدة كبار معطوبي الثورة التحريرية بفندق الأوراسي، سهرة الاثنين، بحضور ضيوف أجانب وقال الشاذلي بشأن موقفه الشخصي من القانون الفرنسي الذي يمجد الاستعمار الفرنسي والمعروف باسم "قانون 23 فيفري" أنه "قبل أن نتحدث عن المستقبل في العلاقات الفرنسية الجزائرية يجب على الأقل أن نطلب شيئا من حق الاعتراف الفرنسي عما قامت به فرنسا في حق الشعب الجزائري". وفيما يتعلق بوضعه الصحي، أجاب الرئيس الشاذلي بن جديد قائلا "أطمئن كل الأصدقاء أن صحتي بخير"، وأضاف بلهجة عفوية موضحا "لقد قرأت في صحيفة "الخبر" قبل فترة خبرا مفاده أني أجريت عملية جراحية، وهذا كذب.. الصحافة تضخم الأمر، أعاني فقط من مشكل في عيني اليمنى أثر علي نوعا ما، أما عن عموم صحتي فأنا بخير". الشاذلي كان حاضرا بفندق الأوراسي تلبية لدعوة قدمتها له جمعية كبار معطوبي حرب التحرير، حيث أقامت هذه الأخيرة حفلا لتكريم 40 من كبار المعطوبين بأوسمة وشهادات شرفية، وذلك بحضور وزير المجاهدين محمد شريف عباس، وزير الدولة أبو جرة سلطاني، جمال ولد عباس وزير التضامن الوطني، عبد الحميد مهري، سعيد عبادو، ابراهيم شيبوط، وعدد من الوجوه التاريخية، إضافة إلى 400 من معطوبي حرب التحرير قدموا من 43 ولاية. وحسب السيد محمد بوحفصي، رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير فإن جمعيته ستقوم بعدة نشاطات تدخل في نفس الإطار، وهذا بكل من ولايات عنابة وبجاية وتلمسان لم يحدد تاريخها بعد من أجل تكريم كبار المعطوبين بمناسبة مرور الذكرى الثانية والخمسين لإندلاع الثورة التحريرية التي احتفلنا بها قبل أسبوعين. وأكد السيد بوحفصي ل"الشروق اليومي" بخصوص ما تعانيه فئة المعطوبين أن هناك المئات من الأشخاص الذين ينتمون إلى هذه الفئة "مازالوا يعانون جراء ما لحقهم من الاستعمار الفرنسي"، ومع ذلك يؤكد بوحفصي "هناك حديث يدور منذ زمن عن الحضارة التي جلبتها لنا فرنسا.. وأنت ترى هذه الفئة التي نسميها نحن "الشهداء الأحياء"، لا أحد من هؤلاء إلا وفقد عضوا من جسده في سبيل تحرير هذا الوطن، ومع ذلك نحن لا نعارض أن تكون هناك علاقات بين الجزائروفرنسا، لكن شريطة أن تكون على أساس الاحترام وقبل هذا لا بد أن تعترف فرنسا بجرائمها التي اقترفتها في حق الشعب الجزائري". ميلود بن عمار: [email protected]