كشف بيل رامل، وزير الدولة لدى وزارة الشؤون الخارجية البريطانية، المكلف بملفات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أمس، عن توقيع اتفاقيتين بين الجزائر وبريطانيا حول الازدواج الضريبي وضمان الاستثمارات بداية العام المقبل، داعيا من جهة أخرى إلى مزيد من التنسيق بين البلدين في مجال تبادل المعلومات من أجل تجفيف مصادر تمويل الجماعات الإرهابية، ومكافحة الشبكات المختصة في ذلك. ترأس عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، رفقة بيل رامل وزير الدولة لدى وزارة الشؤون الخارجية البريطانية المكلف بملفات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، صباح أمس أشغال الاجتماع الثالث للجنة المشتركة بين البلدين. وخلال ندوة صحفية عقدها الوزيران الجزائري والبريطاني، قال بيل رامل إن جو الاستثمار في الجزائر يستقطب رجال الأعمال البريطانيين سواء في قطاع المحروقات أو خارجها، وأضاف المتحدث أن الأزمة المالية العالمية وإن كان لها تأثير على الشركات البريطانية المتواجدة في الجزائر، إلا أن هذا التأثير قصير المدى، وليس له أية نتائج سلبية على المدى الطويل، على اعتبار أن الجزائر أصبحت وجهة مفضلة لرجال الأعمال البريطانيين، خاصة وأن دورها سيصبح أكبر في ظل التطور السريع للتجارة الدولية التي ينتظر أن تتضاعف خلال السنوات العشرين المقبلة. وبالمناسبة، أوضح المتحدث في معرض إجابته على أسئلة الصحفيين أن قيمة الاستثمارات البريطانية في الجزائر قد بلغت ال 5 مليار دولار أمريكي، مشيرا إلى رغبة المملكة المتحدة في تطوير استثماراتها خارج إطار المحروقات، وكذا تعزيز التبادل في التربية والأعمال، وكشف رامل بهذه المناسبة عن توقع اتفاقيتين بداية العام المقبل تتعلق إحداهما بالازدواج الضريبي والأخرى بضمان الاستثمارات. كما تحدث الوزير البريطاني مطولا عن التعاون الجزائري البريطاني في مجال مكافحة الإرهاب، معتبرا أن البلدان يجمعهما قاسم مشترك يتمثل في المعاناة من نتائج الإرهاب، وأن هذا التعاون قائم على عدة محاور أهمها تبادل الخبرة من خلال البرامج التكوينية، كما دعا المتحدث إلى مواصلة التعاون مع الجزائر في تبادل المعلومات حول شبكات جمع الأموال للإرهابيين، من أجل تجفيف منابع تمويل الإرهاب، كما أشار إلى ضرورة استغلال الحجج الدينية من أجل محاربة التطرف قائلا المتحدث إلى أنه وإذا كان الإرهابيون يستغلون الدين لتبرير تطرفهم، فإن علينا استغلال الحجج الدينية لمحاربتهم، ومنع تأثيرهم على غيرهم. أما فيما يخص تنقل الأشخاص بين البلدين، فقد أعرب المتحدث عن اهتمام بلاده باستقبال الطلبة ورجال الأعمال الجزائريين، مشيرا إلى أن السفارة البريطانية قد منحت خلال العام الفارط 10 آلاف تأشيرة، كما أوضح رامل أن أغلب المهاجرين الجزائريين في بريطانيا هم من فئة الطلبة الذين يقبلون على الدراسة في الجامعات البريطانية، ملفتا إلى أن المملكة المتحدة ترحب بكل المهاجرين الشرعيين، لكنها في مقابل ذلك، تعمل على توقيف الهجرة غير الشرعية بالتعاون مع البلدان المعنية. ومن جهته، أوضح عبد القادر مساهل أن النقاش خلال اجتماع اللجنة المشتركة الجزائرية البريطانية تمحور حول عديد من القضايا المحورية في العلاقات بين البلدين، كالهجرة، والهجرة غير الشرعية، والحرب على الإرهاب إلى جانب التعاون في المجال الاقتصادي والثقافي. وكذا بعض القضايا الراهنة على الساحة الدولية مثل الأوضاع في العرق وأفغانستان. كما أكد المتحدث أن عدد الجالية الجزائرية في بريطانيا يصل إلى 28 ألف شخص يعمل أغلبهم في قطاع الخدمات والمطاعم، مشيرا من جهة أخرى، إلى أن هناك اتفاقية بين الطرفين فيما يخص حرية تنقل الأشخاص، كما أن هناك تعاونا من أجل النظر في قضية المعتقلين الجزائريين في بريطانيا، وأن هناك لجانا قنصلية خاصة تهتم بهذا الموضوع. وفي مجال مكافحة الإرهاب، لفت مساهل إلى أن تبادل المعلومات حول شبكات تمويل الإرهاب، يدخل ضمن أولويات التعاون بين البلدين، خاصة وأن بعض هذه المعلومات يشير إلى أن الإرهابيين يستغلون أموال الفدية كأحد أهم موارد تمويلهم.