أطلقت مجموعة من الصحفيات من مختلف المؤسسات الإعلامية عمومية ومستقلة نهاية الأسبوع المنقضي مبادرة جديدة لخلق فضاء حر للإعلاميات في الجزائر اصطلح على تسميته "شبكة الإعلاميات الجزائريات"، وقد رسمت صاحبات المبادرة جملة من الأهداف للشبكة منها العمل على تمكين الصحفية من فرص التكوين والتدريب والمساواة في الحقوق مع زميلها الصحفي في الترقية والارتقاء المهنيين، و تصدر مناصب المسؤولية التي تستحقها. جاءت مبادرة "شبكة الإعلاميات الجزائريات" كتتويج لجهود متواصلة طيلة السنوات الماضية في الساحة الإعلامية الوطنية بحثا عن فضاء حر يجمع الصحفيات الجزائريات على اختلاف توجهاتهم المهنية ومشاربهم الفكرية والإيديولوجية، من شأنه إعطاء دفع لعمل المرأة في المجال الإعلامي ويساهم في تأطير الصحفيات وتمكينهن من المهارات الإعلامية من خلال تكثيف الدورات التدريبية والتربصات المتخصصة، ولا سيما للصحفيات الناشئات، إلى جانب البحث عن حلول للعراقيل الاجتماعية والمهنية التي تواجهها الإعلامية في الجزائر بسبب مسؤولياتها العائلية أحيانا وبسبب النظرة غير العادلة اتجاه المرأة من قبل المسؤولين والزملاء داخل المؤسسة الإعلامية التي تشتغل فيها أحيانا أخرى. ومن بين الأهداف الأخرى التي تضمنها الإعلان التأسيسي للشبكة، العمل على خلق علاقات تعاون وشراكات مهنية مع تنظيمات مماثلة في الفضاء المغاربي والعربي والمتوسطي والدولي، لإيصال صوت الصحفية الجزائرية إلى المنابر والفضاءات الدولية وتثمين ما حققته من انجازات إعلامية، كما دار النقاش في جلسة العمل التي توجت بإطلاق الشبكة والتي حضرتها الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة نوارة سعدية جعفر بصفتها إعلامية سابقة والتي رحبت بالمبادرة ووعدت بدعمها ومساندتها، حول الصعوبات والعراقيل التي تحول دون ارتقاء الصحفية في السلم المهني رغم ما تثبته من قدرات وكفاءات إعلامية على عكس زميلها الصحفي، وهو ما تعكسه لغة الأرقام والإحصائيات الرسمية التي تشير إلى الحضور القوي للمرأة في مهنة المتاعب، حيث تتجاوز نسبة النساء في الصحافة 56 بالمائة وهو ما لم يقابله تطور في تولي المرأة لمناصب المسؤولية وما يزال حضورها محتشما في مراكز صنع القرار في المؤسسات الإعلامية. ومن المنتظر أن تبحث صاحبات المبادرة في الأيام المقبلة مسألة برنامج عمل الشبكة على المدى القصير والمتوسط ووضع نظام داخلي للشبكة، كما جرى الاتفاق على إطلاق موقع إلكتروني للشبكة للتعريف بها وبأهدافها.