افتتحت أمس أشغال القمة ال12 العادية للاتحاد الإفريقي بمشاركة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم، حيث سيبحث رؤساء الدول والحكومات الإفريقية تطوير المنشآت القاعدية في إفريقيا والعمل على رفع تحدي مشروع تجسيد حكومة الاتحاد مع دراسة الأوضاع السياسية والأمنية التي تزعزع القارة الإفريقية. و تشارك الجزائر في هذه القمة بوفد يقوده وزير الدولة عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الذي عين من طرف الرئيس بوتفليقة لتمثيله في أشغال هذه الدورة العادية، حيث يركز موضوع قمة رؤساء الدول والحكومات على تطوير المنشآت القاعدية في إفريقيا لاسيما في قطاعات النقل، الطاقة والاستثمار في ظل أزمات سياسية وجدت تسويات للبعض منها بينما مازالت أخرى تستدعي جهود المنظمة الإفريقية لتسويتها كما سيتناول هذا الاجتماع الأزمة المالية التي زعزعت اقتصادات العالم. وحذر رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ قائلا بأن الإقتصادات والشعوب الإفريقية تتأهب لمواجهة آثار هذه الأزمة التي هي أبعد ما تكون مسؤولة عنها، حيث من المرتقب أن تصادق هذه القمة على مشروع المخطط الاستراتيجي 2009-2012 و مشروع الميثاق الإفريقي للإحصائيات و كذا على الدراسة المتعلقة بإجراءات التصديق على الاتفاقيات إلى جانب مشروع ميزانية البرنامج لسنة 2009، فيما سيدرس الزعماء الأفارقة تقرير مجلس السلم والأمن للإتحاد الإفريقي حول نشاطاته وواقع السلام و الأمن في إفريقيا وكذا تقريرا حول إصلاح مجلس الأمن الأممي. أما فيما يتعلق بمسألة السلام والأمن، يصف الاتحاد الإفريقي تشكيل حكومة وحدة وطنية بزيمبابوي وكذا انتخاب البرلمان الصومالي الموسع الشيخ شريف أحمد رئيسا لهذا البلد ب"الخبر السعيد"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بتطور "بارز" بالنسبة للإتحاد الإفريقي الذي يشيد من جهة أخرى بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بزيمبابوي داعيا إلى رفع العقوبات المفروضة على هذا البلد، كما سجل الوضع الأمني للقارة تحسنا مع جهود إرساء السلام و إعادة الإعمار بعد النزاعات ببورندي، جزر القمر، ليبيريا، سيراليون وعدد من الدول كرست مبادئ الديمقراطية والحكم الراشد كغينيا بيساو و زامبيا وغانا التي جرت فيها انتخاباتها في ظروف "جيدة". و بشأن السودان، لا زالت الإشكالية قائمة ويمكن أن "تتعقد" بسبب ملف محكمة الجنايات الدولية، حسب ما تمت الإشارة إليه لدى الإتحاد الإفريقي، حيث تثير عودة الانقلابات العسكرية في القارة والوضع بمدغشقر مخاوف المنظمة الإفريقية، فيما ستغيب موريتانيا وغينيا بسبب الوضع السائد في هذين البلدين، ومن المرتقب كذلك أن يشهد نزاع الصحراء الغربية تقدما عقب تعيين المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة السفير كريستوفر روس. ودعا رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي البلدان الإفريقية إلى الانتقال من مرحلة التفكير إلى مرحلة العمل، إضافة إلى إقامة إفريقيا قوية و موحدة، معربا عن انشغاله حيال التوترات القائمة التي تهدد السلام في بعض بلدان القارة.