دعا وفد من المسلمين البريطانيين خلال زيارتهم إلى الجزائر إلى ضرورة تقديم الصورة الحقيقية للإسلام للأجيال المسلمة الصاعدة التي يبدو أنها تعاني نقصا في هذا الجانب، وهذا بهدف تحصينهم أمام الأفكار المتطرفة التي تهدف إلى نشر العنف وتشويه صورة الإسلام. يقوم منذ أول أمس وفد من المسلمين البريطانيين يضم ستتة أفراد بزيارة إلى الجزائر، وقد قام هذا الوفد بزيارة إلى عديد من المؤسسات الجزائرية على غرار المجلس الإسلامي الأعلى وجامعة الجزائر وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وبين كل هذه المشاوير، كان لأفراد الوفد متسع من الوقت للقاء عدد من الصحفيين بفندق الجزائر. وخلال هذا اللقاء أجمع أعضاء الوفد على أن المسلمين في بريطانيا يتمتعون بكامل حرياتهم على غرار بقية البريطانيين، معتبرين أن المشاكل التي يعانون منها هي مشاكل بسيطة تعاني منها مختلف الجاليات وليس فقط المسلمون، وفي هذا الصد أكدت سابين مالك إحدى أعضاء اللجنة الوطنية للمرأة بالمملكة المتحدة أن على المسلمين أن يتوحدوا في مواجهة الأخطار الأجنبية، كما عليهم أيضا أن يحسنوا علاقاتهم مع بقية الطوائف والأعراق حتى يعيشوا معهم في سلام. وركزت سابينا في حديثها مع "صوت الأحرار"على ضرورة تحسين وضعية المرأة المسلمة في مختلف بلدان العالم العربي حتى نستفيد من قدراتها، منوهة في هذا الصدد بجهود الحكومة البريطانية في دعم إقامة منظمات ومشاريع تعنى بالمرأة المسلمة والتي بلغت تكلفتها 17 مليار جنيه إسترليني. وأضافت المتحدثة من جهة أخرى، أن على المسلمين أن يعملوا على تحسين الصورة السيئة التي رسمت لهم عقب أحداث 11 سبتمبر في العالم، من خلال إثبات أن الإرهاب لا يمد للإسلام بصلة، قائلة من جهة أخرى " نستطيع أن نكون مسلمين وبريطانيين في نفس الوقت". ومن جهته، أوضح شاز محبوب ذي الأصول الهندية والباكستانية أن هناك نقصا بين أوساط الجيل الصاعد من الجالية المسلمة البريطانية في فهم الإسلام، مرجعا ذلك إلى عدم توفر المعلومات الكافية حول هذا الموضوع وهو ما يتطلب جهدا كبيرا للتعريف به. أما هارون فوردز ذي الأصول الإفريقية، والذي أكد لنا أنه دائم الاتصال بالجالية الجزائرية في بريطانيا فقد أوضح أن على الجزائريين في بريطانيا أن يهتموا أكثر بتجريس أبنائهم، حيث أن أغلب من يعرفهم يغادر أبناؤهم المدارس مبكرا، وهو ما يعرضهم لخطر التطرف والمخدرات وغيرها من المشاكل الأخرى، داعيا إلى العمل على فهم حقيقة الإسلام وتوصيل هذا المفهوم إلى الغير.