اعترف رشيد بن عيسى وزير الفلاحة والتنمية الريفية بوجود عراقيل في إنتاج الحوامض بالجزائر، حيث اعتبر أن المنتوج السنوي المقدر بحوالي 5.7 ملايين قنطار يبقى دون المستوى المطلوب بالنظر إلى الإمكانيات التي تتوفر عليها الجزائر، كما التزم الوزير باتخاذ إجراءات صارمة بهدف تسهيل عملية الحصول على الأسمدة خاصة بعد استماعه لانشغالات الفلاحين التي دارت جلها حول هذه النقطة. أشرف أمس وزير الفلاحة والتنمية الريفية على الاحتفال بعيد البرتقال الذي نظم بمدينة بوفاريك التابعة لولاية البليدة بعد انقطاع دام أكثر من 15 سنة، وتمتد هذه التظاهرة التي ضمت عدد كبير من المشاركين من فلاحين ومنتجي الشتلات ومحولين إلى غاية 15 فيفري الجاري. واستنادا للتصريحات التي أدلى بها رشيد بن عيسى، فإن ولاية البليدة عرفت صعوبات كبيرة في السنوات الفارطة بسبب الوضع الأمني من جهة ونقص الإمكانيات لتطوير إنتاج الحمضيات من جهة أخرى، خاصة فيما يتعلق بعدم توفير المياه والأسمدة. ولدى استماعه لانشغالات الفلاحين ومنتجي الشتلات ببوفاريك والتي انصبت في مجملها على نقص الأسمدة وعدم وصولها إلى المنتج البسيط وغلائها في بعض الأحيان، دعا الوزير هؤلاء المنتجين إلى التجمع في إطار تعاونيات بهدف الاستفادة من تخفيضات على الأسعار، وكذا الحصول على قرض الرفيق والخبرة الضرورية عن طريق الاتصال بالمعاهد الفلاحية المتخصصة. كما التزم وزير الفلاحة بدارسة انشغالات الفلاحين ومشاكلهم لتوفير الإمكانيات اللازمة، مشيرا إلى أن إنتاج 5.7 قنطار من الحمضيات سنويا يبقى دون المستوى المطلوب مقارنة مع المساحات الشاسعة التي تحتويها منطقة المتيجة، مع العلم بأن الدولة قامت بتخفيض سعر الأسمدة بنسبة 20 بالمائة. ويؤكد بن عيسى بأن 36 بالمائة من إنتاج الحمضيات بالجزائر يمر عبر ولاية البليدة وتوظف قرابة 10 آلاف عامل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وفي رأيه فإن الفترة الراهنة تسجل عودة قوية لهذه الشعبة على مستوى هذه الولاية وحتى في بعض الولايات بجنوب الوطن. كما التقى وزير الفلاحة والتنمية الريفية بعد ذلك بالبليدة بأزيد من 300 مشارك في الأيام التقنية حول الحمضيات حيث أشرف على انطلاق أشغال هذا الملتقى الذي يدوم يومين مستعرضا سياسة الدولة المتبعة من أجل ضمان الأمن الغذائي الذي هو جزء لا يتجزأ -كما قال- من السيادة الوطنية "ويجب على كل واحد أن يحس بهذا ويساهم فيه". وحث الحضور على "تجديد طرق العمل لعصرنة الفلاحة ببلادنا وتقوية قدراتنا الوطنية الفلاحية التي تضمن لنا مستقبلا زاهرا" مشيرا إلى أن الوزارة ستعمل بكل قواها من أجل تدعيم الفلاحين بكل الوسائل. كما دعاهم أيضا لتقوية شعبة الحمضيات التي لها آثار إيجابية على الاقتصاد الوطني.