باركت التنظيمات الطلابية القرارات الأخيرة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية في خطابه بسيدي بلعباس وخاصة الشق المتعلق منها برفع منحة الطلبة في مرحلتي التدرج وما بعد التدرج وتخصيص منحة شهرية لطلبة الدكتوراه الذين لا مدخول لهم، وأكدت بالمقابل أنه إذا تم استغلال هذه التدابير فإن ذلك سيعود بفائدة كبيرة على الجامعة والبحث العلمي. قال إبراهيم بولقان الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، في تصريح ل "صوت الأحرار"، إن إقرار الرئيس بوتفليقة مجرد زيادة في منحة الطلبة مهما كانت نسبتها يعتبر في حد ذاته أمرا إيجابيا لا يمكن للاتحاد سوى أن يثمّنه ويباركه، مشيرا إلى أن التنظيم الطلابي الذي هو على رأسه كان دائم المطالبة باتخاذ قرار من هذا القبيل منذ سنوات، وأضاف أن الاتحاد رغم ذلك لا يزال يتطلع إلى زيادات أخرى مستقبلا لفائدة هذه الشريحة تستجيب إلى الحد الأدنى من احتياجاتها للتحصيل العلمي. وبرأي بولقان فإن إعلان رئيس الجمهورية تخصيص منحة شهرية بقيمة 12 ألف دينار لطلبة الدكتوراه الذين ليس لديهم مدخول آخر سيمكّن الطلبة النجباء على الأخصّ من مواصلة مشوارهم الدراسي بنجاح وأنه من شأن ذلك التقليل من حجم معاناتهم، كما دعا الوصاية ممثلة في وزارة التعليم العالي إلى استغلال القرار القاضي برفع الغلاف الموجه للبحث العلمي خلال السنوات الخمس المقبلة من أجل ما يعود بالفائدة على الجامعة الجزائرية، معتبرا أن كل هذه التدابير تحفّز اتحاد الطلبة على الانخراط أكثر في مسعى الاستمرارية ودعم المترشح عبد العزيز بوتفليقة في الرئاسيات القادمة. ومن جهته أكد إسماعيل مجاهد الأمين العام للاتحاد العام الطلابي الحر أن الزيادات والتدابير التي أقرّها رئيس الجمهورية من سيدي بلعباس ستدعّم في مجملها مردود الجامعة الجزائرية وتحفّز الطلبة كما ستساهم، حسبه، في تطوير المنظومة الجامعية، وإلى جانب هذا ثمّن مجاهد خطوة الرئيس بوتفليقة برفع الميزانية المخصصة للبحث العلمي معتبرا إياها إنجازا جديدا لفائدة القطاع بعد تلك الإنجازات التي حقّقها في العشرية الأخيرة خاصة فيما يتصل بالإنجازات على مستوى الهياكل. وفي السياق ذاته كشف إسماعيل مجاهد ل "صوت الأحرار" أنه شرع منذ نهاية الأسبوع المنقضي في الحملة التحسيسية الوطنية "سأصوّت من أجل الجزائر" على مستوى الجامعات لإقناع الطلبة بضرورة المشاركة بقوة في الرئاسيات المقبلة خصوصا وأن الاتحاد العام الطلابي الحر من ضمن التنظيمات التي أعلنت دعمها للمترشح بوتفليقة، وعلم من المتحدث أنه بدأ من جامعة ورقلة وقبلها سعيدة، كما كان أمس في جامعة بسكرة لينتقل بعدها إلى أم البواقي في انتظار تنشيطه تجمعات أخرى بباقي الولايات. وتقاطع موقف علي بلعلام الأمين العام للرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين مع ما جاء على لسان سابقيه، ولم يستغرب محدّثنا ما جاء من تدابير بقرار من القاضي الأول في البلاد حيث أشار إلى أن عبد العزيز بوتفليقة أولى اهتماما بالغا بالجامعة وبانشغالات الأسرة الجامعية عموما منذ قدومه إلى السلطة في 1999، وأورد أن هذا الاهتمام توّج برفع منحة الطلبة بنسبة 50 بالمائة في مرحلتي التدرج وما بعد التدرج وتخصيص منحة شهرية لطلبة الدكتوراه، وذهبت رابطة الطلبة إلى حد وصف خطاب رئيس الجمهورية الأخير ب "التاريخي" بالنظر إلى هذه "القرارات الشجاعة التي تحمل دلالات عميقة وقوية تعبّر عن الانشغالات الحقيقية للشباب".