تجهل الغالبية العظمى من الجزائريين الأدوار التي تقوم بها مراكز التنمية البشرية، حتى أن هناك من لم يسمع بوجودها أصلا ، غيرأن هناك فئة من الناس تبدي معارضتها الشديدة لمثل هذه المراكز وتعتبرها نوعا من أنواع التجارة بمسميات جديدة. ظهر مصطلح التنمية البشرية في الجزائر في سنة 2001، بعد النجاح الكبير الذي عرفته هذه الأخيرة في العالم لاسيما في بلدان المشرق العربي ، حيث فرض هذا المصطلح نفسه في الخطاب الاقتصادي والسياسي على مستوى العالم بأسره وخاصة منذ التسعينات بعد أن تنامى الوعي بقيمة الإنسان غاية ووسيلة فيما يعرف بالتنمية الشاملة والمستدامة، كما لعب البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وتقاريره السنوية عن التنمية البشرية دورا بارزا في نشر وترسيخ هذا المصطلح، حيث سعت الجزائر إلى محاولة استغلال هذه الطاقات بإنشاء مراكز للتنمية البشرية التي تهدف إلى اكتشاف القدرات الذاتية للفرد وتنميتها وتلقينه مختلف المعارف والمهارات الفكرية، وذلك باعتماد وسائل واليات ومقاييس معتمدة عالميا. وبناء على ذلك كثرت الدراسات والبحوث والمؤتمرات التي عقدت لتحديد مفهوم التنمية البشرية وتحليل مكوناتها وأبعادها، كإشباع الحاجات الأساسية، وكذا بالنسبة للتنمية الاجتماعية التي يقصد بها البحث عن حلول لمختلف الظواهر الاجتماعية ، وتكوين ما يسمى "برأس المال البشري، أو رفع مستوى المعيشة،وتحسين نوعية الحياة. وتستند قيمة الإنسان في ذاته إلى منطلقات قررتها الديانات السماوية التي تنص على كرامة الإنسان والذي جعله الله خليفة في أرضه ليعمرها بالخير والصلاح. ومن هذا المنطلق ترسخ الاقتناع بأن المحور الرئيسي في عملية التنمية هو الإنسان. ولكن رغم الانتشار الكبير لهذه المراكز إلا أنها لم تلق صدى كبيرا وسط المجتمع الجزائري، حتى أن البعض لا يعرف عنها شيئا، وهو ما تجلى عند قيامنا باستطلاع لمعرفة مدى اهتمام الجزائريين بهذه المراكز التي تقدم بحسب القائمين عليها خدمات كبيرة للفرد والمجتمع . حيث تبين لنا حيال هذا الموضوع أن معظم الجزائريين يجهلون الأدوار التي تقوم بها هذه المراكز، في حين أن هناك فئة لم تسمع عنها أبدا، كما أن البعض أبدى معارضته الشديدة لهذه المراكز واعتبروها نوعا من التجارة وبمسميات جديدة... بأسعار تقدر مابين 25ألف دينارو35دينار، حيث يعتقد مروّجو هذا الفن أن الأمم تقدمت بتبنيها هذه العلوم، وبالتالي لا سيبل إلى ذلك"الهدف" إلاّ بإتباع منهجها. ويضرب هؤلاء المثل بماليزيا، التي انطلقت إلى ركاب الحضارة بفضل هذه العلوم، حيث أضحت متطورة جدّا في الإدارة، والتعليم والصحة والعمران والأسرة..وغيرها"، وهي مواضيع تهتم التنمية البشرية بها، وتهتم بتطوير أداء الموظفين فيها. أشار الأستاذ عبد الرشيد بوبكري مدير المدربين بمركز إشراق للتنمية البشرية بتقصراين، ،بشأن طبيعة العمل به قائلا ''نحن نملك التأثير ولا نملك التغيير• وبالتالي نهتم بالأشخاص الفاعلين والإيجابيين الذين لهم استعداد للنجاح، مهما كان مستواهم أو نوع تخصصهم، حيث أثبت الواقع أن من المفارقات التي نجدها في مختلف المجتمعات، هو تمكن بعض الأشخاص ممن فشلوا في الالتحاق بالجامعة من تحقيق نجاحات منقطعة النظير، كبعض الأدباء والمخترعين ومسيري الشركات والمؤسسات الصناعية والاقتصادية الكبرى• في حين يعجز بعض الأكاديميين عن تحقيق ذلك•• مما يعني بأن هؤلاء يتمتعون بقدرات خارقة لم تكتشف أثناء مرحلة الدراسة ولم يوجهوا حسب ميولاتهم الذاتية، وهو ما تسعى إليه نوادي التنمية البشرية من خلال عملها التكاملي مع المدرسة''• فضلا عن معالجة العديد من الظواهر الاجتماعية التي تفشت في المجتمع بشكل خطير، كالمخدرات، التدخين، مشاكل الطلاق.....حيث يقدم مركز إشراق للتنمية البشرية والتدريب والاستشارات دورات التنمية البشرية، الاستشارات الإدارية، الاجتماعية، الأسرية، النفسية، استشارات للأزواج ، مهارات واستراتيجيات تربية الأبناء، التفوق الدراسي، التعرف على القدرات والإمكانات الذاتية، استشارات تربوية، دراسية، ورشات تنمية العقل وتطوير الذاكرة .. وعلى غرار نوادي التنمية البشرية المنتشرة في كل أرجاء العالم، سطر مركز إشراق حسب المتحدث برنامجا ثريا للوصول إلى تحقيق الهدف الرئيسي المنشود المتمثل في تزويد الأفراد بمختلف مستوياتهم بخبرات تساعدهم على التفوق ، وأخرى ذاتية واجتماعية، من منطلق أن جانب التنمية البشرية يتكفل بالفرد والمجتمع على حد سواء• ويتحقق ذلك من خلال بناء شخصية سوية وفق مبادئ وقيم المجتمع ، مع رفع مستوى التحصيل العلمي ومستوى القدرات العقلية والنفسية، وتنمية العلاقات الأسرية والاجتماعية، وهو يتضمن المحاور الأساسية لطرق عملها التي أسست على قواعد أساسية تتمثل في جانب التعلم الذي هو أساس العملية، أما التغير فيعني تطبيق ما يتلقاه المتدربون من معلومات نظرية تسمح بتغيير شخصية كل منهم نحو الأحسن• فمثلا كثيرا ما يولّد الجانب الفطري والمكتسب شخصية سلبية كالشخص الذي يربط كل مشاكله بالمجتمع وينسب أسباب فشله إلى الآخرين•• فمن خلال الدروس التي يتلقاها ويطبقها على نفسه يتغير من برمجة سلبية إلى برمجة إيجابية، ثم يؤثر إيجابيا على محيطه الاجتماعي.