أعلنت طهران أنها أعدت حزمة اقتراحات بشأن ملفها النووي ستقدمها قريبا لحسم الخلاف مع القوى الدولية, وطالبت مجلس الأمن الدولي بالرد على التهديدات الإسرائيلية باستهداف منشآتها النووية. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في خطاب بمحافظة كرمان جنوب البلاد "أعددنا مجموعة من المقترحات يمكن أن تكون أساسا لحل المشكلة النووية الإيرانية، وستعرض على الغرب قريبا". وأضاف أن تلك "المقترحات الجديدة ستضمن السلام والعدل للعالم, إنها تحترم حقوق كل الأمم", منتقدا في الوقت ذاته إدارة العالم من خلال "استخدام القوة". ولم يفصح أحمدي نجاد عن تفاصيل تلك المقترحات. كما جدد الرئيس الإيراني الاستعداد لاستئناف المحادثات النووية مع الدول الست الكبرى المتمثلة في دول مجلس الأمن دائمة العضوية وألمانيا, قائلا إن طهران "مستعدة لبدء عصر جديد وحتى لنسيان الماضي". وكان أحمدي نجاد أعلن في وقت سابق أن طهران تعتزم إطلاق قمر اصطناعي أكبر حجما إلى الفضاء يحمل صاروخا يصل مداه إلى 1500 كلم. وكانت طهران أطلقت في فيفري الماضي صاروخا يدعى "أوميد" وأعلنت أنه مخصص لأغراض الأبحاث والاتصالات السلمية. ويأتي ذلك في وقت ذكر فيه تقرير نشرته جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية في وقت سابق أن إدارة الرئيس باراك أوباما وحلفاءها في أوروبا ينظرون في التخلي عن مطالبة إيران بوقف أنشطتها النووية كشرط للدخول في حوار حول برنامجها النووي. ولكن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس نفى الثلاثاء الماضي صحة التقرير، وقال في مؤتمر صحفي في واشنطن إنه "غير دقيق". وجاءت تلك التطورات, في وقت قال فيه المندوب الإيراني لدى الأممالمتحدة في رسالة إلى نظيره المكسيكي كلود هيلر إن تل أبيب تنتهك الميثاق الأممي بتهديداتها لطهران. وكتب السفير الإيراني محمد خزاعي في رسالته أن "هذه التهديدات المشينة باللجوء إلى أعمال إجرامية وإرهابية ضد دولة ذات سيادة وعضو في الأممالمتحدة، لا تكشف عن طابع النظام الصهيوني العدواني والمتعطش للحرب فحسب وإنما تمثل أيضا انتهاكا صارخا للقانون الدولي". وقال خزاعي إن هذه التصريحات "تهديدات غير مشروعة ووقحة" وتستند إلى "ذرائع ملفقة". وجاءت الرسالة بعد يومين من تصريح الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز لإذاعة كول هاي الإسرائيلية بأن إسرائيل سترد بالقوة إذا رفض الرئيس الإيراني تخفيف موقفه بشأن المضي قدما في برنامج تخصيب اليورانيوم. وقال بيريز في مقابلة مع الإذاعة "سنضربه". ونقلت مجلة أتلانتيك الشهر الماضي عن مساعد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن الحكومة تدرس الخيار العسكري في التعامل مع الطموحات النووية لإيران.