ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على المتهم رقم 22 فى قضية خلية حزب الله، التى يخضع جميع المتهمين فيها للتحقيق أمام نيابة أمن الدولة العليا منذ نحو 20 يوماً، فيما رفضت القاهرة استقبال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الذي عرض وساطته لتخفيف التوتر بين مصر وحزب الله . وذكرت مصادر مصرية إن المتهم، يدعى مسعد الشريف، من بورسعيد، كان قد ورد اسمه كاملاً دون اسم حركى على لسان المتهمين أعضاء الخلية أثناء التحقيقات طوال الأيام الماضية، مشيرة إلى أن الشريف ظل هارباً طوال الفترة الماضية، إلا أن أجهزة الأمن نجحت فى القبض عليه، وخضع، أول أمس، للتحقيق أمام نيابة أمن الدولة العليا مع باقى المجموعة. ولفتت المصادر إلى أن أجهزة الأمن لديها الآن اسمان فقط هما سالم عايض البدوى من سيناء، وعبده مهدية، وتقوم بالبحث عنهما وليست لهما أسماء حركية، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن تجد صعوبة فى معرفة باقى أسماء المتهمين الحقيقيين نظراً لوجود أسماء حركية، وهو ما يجعل مهمة البحث عنهم صعبة، فضلاً عن عدم معرفة ما إذا كانوا في مصر أم نجحوا في الهروب إلى الخارج. وقد شهدت التحقيقات، التي تواصلت أمس، مع سامى شهاب، وحسن السيد المناخيلى، وإيهاب السيد موسى، وعادل سليمان أبوعمرة، سؤالهم عن تمويل الخلية، وكيفية تلقيهم أموالاً من الخارج وبالتحديد من حزب الله. وقالت المصادر إن التحقيقات أثبتت تلقى المتهمين نحو 50 ألف دولار من ضابط المخابرات فى حزب الله محمد قبلان، وهو ما اعترف به المتهمون، وأنكره سامي شهاب مع باقي الاتهامات، واكتفى بالاعتراف بتلقيه 38 ألف دولار فقط. ومن ناحية اخرى، ذكرت مصادر مصرية رسمية إن مصر اعتذرت عن استقبال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برى، الذي كان قد عرض خلال مشاورات مع السفير المصري في لبنان أحمد البدوى القيام بزبارة للقاهرة لتقديم الترضية للرئيس حسنى مبارك ورفع العتب الرسمي المصري على حزب الله وزعيمه حسن نصر الله في ضوء الأزمة، التي تفاقمت بين الجانبين منذ أسابيع على خلفية اعتراف نصر الله بمحاولة استخدام الأراضي المصرية لنقل أسلحة بصورة سرية إلى ناشطي حركة حماس في غزة. ونقلت صحيفة "الشروق" المصرية عن المصادر قولها: إن القاهرة أبلغت برى عبر السفارة المصرية أن شخص الرئيس برى يحظى بالتقدير المصري، ولكن القاهرة ليست مستعدة لاستقبال وسطاء لبنانيين لهم علاقة تحالف مع حزب الله. وقال مصدر مواكب للملف "إن زيارة برى لست واردة، على الأقل ليس الآن، ولكن هناك احتمالا أن يتم النظر فى رغبة السيد رئيس مجلس النواب فى وقت لاحق فى إطار حرص مصر على التواصل مع جميع أطياف المعادلة السياسية اللبنانية قبيل الانتخابات التشريعية المقررة فى يونيو فى لبنان". وحسب نفس المصدر فإن رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة قد طلب من القاهرة خلال المحادثات، التى أجراها أول أمس مع كل من رئيس الوزراء أحمد نظيف ووزير الخارجية أحمد أبوالغيط أن تبذل القاهرة كل ما تراه ممكنا لتفادى تصعيد الأزمة مع حزب الله حتى لا تستخدم هذه الأزمة من قبل حزب الله، وباقى أطياف المعارضة اللبنانية في الهجوم على الحكومة وباقى أطراف الرابع عشر من آذار. وكانت القاهرة نفت في وقت سابق وجود وساطة مع حزب الله لاحتواء تداعيات الأزمة التي تفجرت عقب الإعلان عن ضبط خلية تابعة للحزب تعمل في مصر. وقال مصدر مسؤول لجريدة "الحياة" اللندنية : "ليس هناك أي وساطات، وبعض المحاولات التي بذلها أطراف تجمعهم علاقات طيبة بالجانبين لم تلق إلا رداً واحداً مفاده أن القضية في حوزة النيابة العامة والقضاء المصري ولا مجال لتدخلات سياسية فيها". وكان الامين العام للحزب حسن نصر الله كرر الجمعة الماضية انتقاداته إلى النظام المصري على خلفية القضية، وأعلن أن أطرافاً تسعى لدى الحكومة المصرية لاحتواء الأزمة. لكن المصدر المصري أكد إن محاولات الوساطة لم تتم أصلا لأن القضية غير خاضعة للتفاوض أو المقايضات، ونفى أن تكون لدى الحكومة المصرية أي نية للقبول بالتدخل في عمل القضاء المصري.