انتقد عبد الرحمان سعيدي رئيس مجلس شورى حركة مجتمع السلم، محاولة استغلال مناسبة انعقاد الملتقى الدولي السادس للشيخ محفوظ نحناح الذي يفتتح اليوم للحديث عن وجود صراع للاستئثار بإرث المرحوم بين حمس وجماعة حركة الدعوة والتغيير، قائلا: "إن إرث الشيخ ليس ملكا لأحد وهذا ما علّمنا إياه"، واعتبر أن التنازع على هذا الإرث يسيء إلى الراحل أكثر مما يخدمه. لم ينف رئيس مجلس شورى حمس أن ملتقى الشيخ الراحل محفوظ نحناح جاء هذا العام في ظروف خاصة بعد الأزمة الداخلية التي عرفتها الحركة بسبب قرار عدد من الإطارات التأسيس لهيكل جديد للنشاط، لكن ذلك لم يمنعه من التأكيد أن هذا الملتقى لم يكيّف وفق هذه المعطيات ولم يتم تغيير البرنامج الذي بقي كما خطّط له بدليل محور هذه التظاهرة التي لن تخرج، حسبه، عن إطار موضوع "المواطنة.. والحقوق السياسية للمرأة". إلى ذلك أكد القيادي في حركة مجتمع السلم في تصريح ل "صوت الأحرار" بأنه على الرغم من الظروف الصعبة التي مرّت بها حمس في الفترة الأخيرة إلا أن ذلك سوف لن يؤثر على نجاح ملتقى الشيخ نحناح الدولي ولا على نشاط الحركة بشكل عام، متحدّثا عن استمرار الرسالة الفكرية والدعوية التي اضطلعت بها الحركة منذ تأسيسها قصد إبلاغها للرأي العام الوطني والخارجي. وإذا كان عبد الرحمان سعيدي لم يستغرب تعاطي بعض الجهات مع مناسبة انعقاد الملتقى لإعطائها بعد خلافيا في بيت حمس، فإنه من جانب آخر لم يتوان في توجيه الانتقاد للجهات التي تسعى، على حد قوله، للاستئثار بإرث مؤسس الحركة وأبيها الروحي في إشارة إلى جماعة الدعوة والتغيير التي عقدت قبل أسبوع ملتقى مماثلا، حيث أورد أن "الشيخ عاش للجزائر وللإسلام ولا يريد أن يستأثر به أحد، وعليه فنحن أيضا في حمس لا نريده لأنفسنا بقدر ما نريده لكل الجزائريين..". كما اعتبر محدثنا أن من مساعي الحركة أن يصبح محفوظ نحناح رافدا من روافد الثقافة السياسية وفي مصاف كثير من الشخصيات الوطنية، قبل أن يضيف: "نريد من خلال هذا الملتقى أن نرتقي بفكره ليصبح ميراثا يتجاوز حدوده الحزبية"، تاركا الانطباع بأن يخرج الملتقى السادس بتوصية من أجل أن يكون الراحل في مصاف القيادات الوطنية التي تحتفي بهم الجزائر. والأكثر من ذلك فإن سعيدي أورد أيضا أن التنازع على هذا الإرث يسيء إلى الشيخ نحناح أكثر مما يخدمه، مشيرا إلى الأقوال التي طالما تركها لأبناء الحركة التي تحمل هذا المعنى، كما استدل في هذا الشأن بالمكانة التي يتفرّد بها محفوظ نحناح لدى الرئيس بوتفليقة الذي منح رعايته لملتقى هذا العام، حيث اعتبر أن مثل هذه الخطوة تؤكد "مدى محبة ووفاء رئيس الجمهورية للشيخ الذي كان يعرفه حق المعرفة"، مذكّرا هنا بكلمة بوتفليقة في تأبينية الراحل التي جاء فيها "كان رجلا فيه عدة رجال". وعلى صعيد المشاركة في هذا الملتقى الدولي كشف القيادي في حمس أن عدة شخصيات أكدت حضورها وأشرف هو شخصيا على استقبالها وذكر على سبيل المثال وجدي غنيم، منير محمد غضبان رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في سوريا في وقت أكد فيه حضور ممثل عن الإخوان المسلمين من مصر، إلى جانب جمال عيسى عضو المكتب السياسي لحركة حماس وممثلها في اليمن، الدكتور جمال هلباوي، وفد عن حزب السعادة التركي ووفد آخر عن الحزب الإسلامي العراقي والتجمع الإصلاحي اليمني وعن حزب التجمع الموريتاني للإصلاح والتنمية..