نجحت حركة الدعوة والتغيير أمس، في أولى خرجاتها، في كسب رهان تزكية قيادات الحركات الإسلامية في الدول العربية والإسلامية التي حضرت بكثافة، شأنها في ذلك شأن عائلة محفوظ نحناح، التي شاركتها الذكرى السادسة لوفاة المرحوم، إلا أنه يبدو أنها فشلت في كسب اعتراف وطني، ولو معنويا، ترجمه غياب جل الوجوه الوطنية الناشطة في الساحة السياسية• افتتحت أمس الكتلة البرلمانية لحركة الدعوة والتغيير بتعاضدية عمال البناء بزرالدة في العاصمة الملتقى الدولي السادس لذكرى وفاة مؤسس حركة ''حمس''، الشيح محفوظ نحناح رحمه الله، بحضور مكثف لزعماء وقادة الحركات الاسلامية بالعالم العربي والإسلامي، يتقدمهم ممثل حركة حماس الفلسطينية محمد نزال، ومقربين من الرئيس الفلسطيني المرحوم ياسر عرفات، حيث اعترف نزال بأن الشيخ كان من أنجب السفراء الجزائريين في تدعيم القضية الفلسطينية قلبا وقالبا، غير أنه استغل الفرصة لتمرير العديد من الرسائل السياسية لإطارات الحركة الجديدة المولودة من رحم حركة مجتمع السلم، كدعائه لهم بتغيير المصطلحات، لاسيما فيما تعلق بالتفرقة والتطرف، وذلك تماشيا مع الظروف الراهنة• كما حضر الملتقى ممثل زعيم حزب الله اللبناني، ويتعلق الأمر بحسن عز الدين الذي أقر في مداخلته بأن الشيخ محفوظ رحمه الله، كان من أبرز الدعاة في الوطن العربي المحترمين للاختلاف المذهبي، وهو ما جسده طوال مساره بنفيه وجود خلافات وتفرقة بين المذاهب الاسلامية بالوطن العربي الإسلامي، باستثناء ما كانت تصنعه وسائل الإعلام الغربية وفقا لأهوائها الضيقة، كما شارك في تعديد مناقب المرحوم إطارات من حزب التجمع اليمني الإصلاحي ونقابة الصحفيين اليمنيين، وكذا معن بشور الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، مرفوقا بالعديد من الشخصيات من هذا التنظيم• كما أبت عائلة المرحوم نحناح إلا أن تشارك في الذكرى، إلى جانب الدعوة والتغيير التي فضلت استباق غريمتها حركة مجتمع السلم، وذلك بحضور نجله الأكبر نور الدين نحناح، وشقيقه صلاح، بالإضافة إلى أرملته والكثير من أفراد العائلة والمقربين، ما أعطى انطباعا لدى الملاحظيين بالمكان أن الدعوة والتغيير تحظى بتزكية عائلة الزعيم الروحي المرحوم نحناح• كما فشلت الدعوة والتغيير في أولى خرجتها الرسمية في استغلال الملتقى لإثبات وجودها على الصعيد الوطني ولو معنويا، بدليل غياب زعماء وقادة ممثلي الأحزاب الوطنية، لاسيما الكبرى منها، كالتجمع الوطني الديمقراطي والأفالان، بالإضافة إلى حزب العمال، فضلا عن رئيسي غرفتي البرلمان ونواب المجلس، وقيادة المركزية النقابية، غير أن الحضور المحتشم لبعض الشخصيات الثورية وإطارت من الجيش الوطني الشعبي المتقاعدة، حفظ ماء الوجه•