فتح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة العديد من الملفات العالقة بين الجزائر وليبيا، حيث يكتسي ملف التعاون العسكري بين البلدين وغيرها من المواضيع المشتركة أهمية في المحادثات التي تجمع الطرفين خلال الزيارة التي يقوم بها بوتفليقة لليبيا والتي ستتواصل لثلاثة أيام، وفي سياق آخر تنقل أمس رئيس الجمهورية رفقة نظيره الليبي إلى العاصمة المصرية حيث أجريا مشاورات مع حسني مبارك شملت العديد من المواضيع الإقليمية والدولية. تشهد الدبلوماسية الجزائرية نشاطا حثيثا خلال الأشهر الجارية، حيث ينتظر أن يتوجه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى العديد من العواصم العربية والأوروبية، وفي هذا الإطار تنقل رئيس الدولة أمس إلى الجماهيرية الليبية في زيارة رسمية تدوم ثلاثة أيام، وذلك بدعوة من نظيره الليبي معمر القذافي في رسالة سلمها له نجله سيف الإسلام خلال زيارته الأخيرة للجزائر شهر ماي المنصرم. وفي إطار زياراته للدول العربية، تنقل رئيس الجمهورية خلال نفس اليوم رفقة القائد الليبي إلى العاصمة المصرية، حيث التقى الرئيس المصري حسني مبارك وأجرى معه مشاورات شملت أهم المسائل العربية العالقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث كان موقع "الأسبوع" الالكتروني قد ذكر أمس أن برنامج هذه الزيارة التي جمعت القادة العرب الثلاثة، سيتمحور حول ما أسماه "مرحلة ما بعد خطابي الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، في إشارة إلى إمكانية الدعوة لقمة عربية مشتركة لمناقشة أبعاد المرحلة القادمة، وكذا تأكيد ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد يجري من خلاله توجيه رسالة إلى الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، لمطالبتها بالتحرك سريعا لإلزام إسرائيل بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وتفعيل القرارت الدولية. وفيما يتعلق بزيارته للجماهيرية الليبية والتي تندرج في إطار ذات المشاورات، أشار الموقع الاليكتروني "كل شيء عن الجزائر" إلى أن رئيس الجمهورية يسعى من خلالها إلى إجراء محادثات جادة حول العديد من الملفات السياسية والدبلوماسية العالقة بين البلدين، أبرزها ملف التعاون العسكري بين الجزائر وليبيا، حيث ينتظر أن يتوقع أن يعمل الطرفان على إطلاق عمليات عسكرية مشتركة واسعة النطاق في المنطقة الصحراوية الحدودية لهما، بهدف محاربة الجماعات الإرهابية، التي تكثف من عملياتها ونشاطها في هذه المنطقة الشاسعة التي يصعب فيها رصد حركة العناصر الإرهابية بسهولة. وتشير رزنامة الدبلوماسية الجزائرية فيما يخص النشاطات المقررة خلال هذه السنة، إلى التحضير للعديد من الزيارات التي تندرج في إطار التعاون الجزائري الدولي، حيث ستكون البداية من الجماهيرية الليبية في الفاتح من جويلية الداخل أين سيشارك بوتفليقة في قمة الاتحاد الإفريقي، والتي تمثل فرصة أمام القضاة الأفارقة لتوضيح مسيرتهم من الإصلاحات الداخلية التي تمت مباشرتها مؤخرا، إلى جانب ذلك سيشارك رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منتصف نفس الشهر في قمة شرم الشيخ بمصر، والتي يرتقب أن يواصل خلالها أعضاء مجموعة عدم الانحياز الإصلاحات الداخلية التي بوشرت منذ انعقاد قمة هافانا الأخيرة، في انتظار أن تكون الجزائر نهاية السنة الجارية على موعد مع كل من المجموعة الإفريقية في كوبنهاغن وكذا قمة مجموعة الثمانية المنتظرة بإيطاليا.