تخرجت أمس بالمدرسة العليا للبحرية بتامنفوست بالجزائر العاصمة ثلاث دفعات للسنة الدراسية 2008 - 2009 والمتشكلة من 171 خريج جديد، وتضم هذه الدفعات المتخرجة والتي أطلق عليها اسم شهيد الثورة التحريرية الناصر بوشارب من الدفعة ال17 لضباط دورة القيادة والأركان والتي تضم 54 ضابطا من بينهم ضابطا من دولة الكونغو والدفعة ال17 لضباط دورة الإتقان ب54 ضابطا أيضا من بينهم خريجين اثنين من الكونغو. وتتكون هذه الدفعات من الدفعة ال 24 لطلبة التكوين الأساسي المتحصلة على شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية في علوم الملاحة البحرية والمتشكلة من 63 طالبا، حيث أشرف على حفل تخرج هذه الدفعات قائد القوات البحرية العميد مالك نسيب بحضور قائد الأكاديمية البحرية لأبوظبي والوفد العسكري المرافق له إلى جانب إطارات من المدرسة وضباط سامين من الجيش الوطني الشعبي. وبعد تفتيش الدفعات المتخرجة من طرف العميد نسيب ألقى قائد المدرسة العقيد محمد قريش كلمة أبرز فيها دور المدرسة في تحسين مستوى التكوين باعتبارها تشكل إحدى أهم مؤسسات التكوين في الجيش الوطني الشعبي وصرحا بارزا من صروح العلم والمعرفة، مشيرا إلى التحولات الجذرية العميقة التي عرفتها المدرسة لاسيما فيما يتعلق بتحديث البرامج البيداغوجية وتجديد الهياكل وتطوير المرافق. وشدد كذلك على حرص المدرسة على تطوير نوعية التكوين والتدريب وفق استراتيجيات حديثة تسعى دوما إلى تحسين القدرات المهنية لأفراد القوات البحرية وخدمة للمجتمع وصونا للمصالح العليا للوطن، علما أن المدرسة أدرجت في برنامجها البيداغوجي نظام ليسانس، ماستر، دكتوراه "الأل أم دي" في مجال البحرية وسيعمم هذا النظام الجديد على تخصصات أخرى من بينها الميكانيك والإلكترونيك خلال السنوات المقبلة. وعقب أداء اليمين وتقليد الرتب وتسليم الشهادات لأوائل المتخرجين وتسليم العلم من الدفعات المتخرجة إلى الدفعات الموالية زار قائد القوات البحرية متحف تم من خلاله إبراز أهم التقنيات والأجهزة البيداغوجية التي تحتويها المدرسة، إضافة إلى زيارة متحف آخر ضم وثائق من المركز الوطني للأرشيف حول أهم الحقبات التاريخية التي عرفتها البحرية الوطنية لاسيما أثناء العهد العثماني. وفي اختتام الحفل قام العميد نسيب بتكريم عائلة الشهيد بوشارب بمنحها هدايا رمزية وتذكارية، علما أن الشهيد الناصر بوشارب ولد في 28 مارس 1926 بأولاد بوعزيز دائرة السوقر بولاية تيارت الولاية التاريخية الخامسة نشأ وسط عائلة عرفت بحب الوطن والايمان بمبادئ الثورة التحريرية، حيث تلقى الشهيد تعليمه الابتدائي بقريته واتسم منذ صباه بالشجاعة كما عرف بحبه للمعرفة والثقافة وبروحه الوطنية العليا، وفي سنة 1950 ثار الشهيد ضد الوجود الاستعماري مما أدى بالشرطة الفرنسية لاعتقاله وبعد إطلاق سراحه سنة 1955 التحق الشهيد بصفوف جيش التحرير الوطني بالناحية الثانية المنطقة السابعة للولاية الخامسة حيث عمل جنديا بناحية تيارت ثم كلف بقيادة قسم المنطقة السادسة كما عين مسؤولا للأخبار بنفس المنطقة، تمت ترقيته إلى رتبة ملازم أول مما أهله لقيادة الناحية الثانية بنفس الولاية. وبعد اشتباك في معركة مع قوات الاستعمار، استشهد البطل سنة 1957 بمزرعة أولاد الطيب بن نعوم بولاية معسكر مع مجموعة من رفقائه بعد أن كبدوا العدو خسائر معتبرة.