تخرجت يوم الأحد بالمدرسة العليا للبحرية بتمنتفوست (الضاحية الشرقية لمدينة الجزائر) ثلاث دفعات للسنة الدراسية 2009 - 2010 متكونة من 131 خريجا. وتتشكل الدفعات المتخرجة هذا العام من الدفعة 18 لضباط دورة القيادة والاركان التي تضم 57 ضابطا (مدة التكوين 9 أشهر) والدفعة 18 لضباط دورة الاتقان ب17 ضابطا (مدة التكوين 9 أشهر) والدفعة الأولى للمهندسين في علوم الملاحة البحرية المتشكلة من 57 طالبا (مدة التكوين 6 سنوات). و قد أشرف على حفل تخرج هذه الدفعات التي أطلق عليها إسم الشهيد نوري محمد الطاهر قائد القوات البحرية اللواء مالك نسيب. وشهدت الدفعات تخرج عدد من الطلبة الأجانب من تونس و فلسطين وموريتانيا و جمهورية الكونغو الديمقراطية. و بعد تفتيش الدفعات المتخرجة من طرف اللواء مالك نسيب ألقى قائد المدرسة العقيد محمد قريش كلمة أشار فيها إلى أن "التكوين البحري وفق استراتيجية حديثة من أجل تحسين القدرات المهنية لأفراد القوات البحرية اضحى ضرورة ملحة من أجل الحفاظ على أمن و سلامة بلادنا". كما اكد القائد ان "المدرسة العليا للبحرية بتمنتفوست تعد صرحا بارزا من صروح العلم و المعرفة" لافتا أنها قلعة علمية تتفق و حتميات العصرنة و تستجيب لكل متطلبات الاحترافية و التطور التكنولوجي. وأشار إلى ان "المدرسة شهدت تطورات هائلة في البرامج البيداغوجية و بذلت جهودا جبارة للرفع من نوعية التكوين آخذة بعين الاعتبار التطورات و التحولات التكنولوجية العالمية بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي و البحث العلمي. و قال قائد المدرسة ان الدفعات المتخرجة "تلقت تكوينا علميا و عسكريا نظريا و تطبيقيا وفق البرامج الدراسية و البيداغوجية المقررة و هذا لتمكينها من اداء مهامها بكل ثقة و انتظام ملتزمة بقواعد الانضباط العسكري". وعقب أداء اليمين و تقليد الرتب و تسليم الشهادات لأوائل المتخرجين وتسليم العلم من الدفعات المتخرجة إلى الدفعات الموالية زار قائد القوات البحرية معرض الفن البحري و الوسائل البيداغوجية لمبنى التدريب و كذا معرض مشاريع نهاية تكوين المهندسين في علوم الملاحة البحرية. وفي ختام الحفل قام اللواء مالك نسيب بتكريم عائلة الشهيد محمد الطاهر نوري بمنحها هدايا رمزية كما تم تكريم بعض ضباط دفعات سابقة متخرجة من المدرسة. ولد الشهيد محمد الطاهر نوري سنة 1920 بقرية تيزي في تفلفال دوار غسيرة ولاية باتنة (الولاية التاريخية الأولى). وقد شب الشهيد منذ صباه على الروح الوطنية العالية كما حفظ القرآن و تعلم الفقه. وفي سنة 1949 انخرط في حركة الانتصار للحريات الديمقراطية و لما اندلعت الثورة التحريرية كان من الأوائل الذين التحقوا بصفوفها. و قد شارك الشهيد في عدة عمليات عسكرية منها معركة بلعلى في مارس 1957 و اشتباك في إيفري الأبيض قرب عين الحنش في مارس 1959 و كمين إسروثان بين مدينة تكوت و تفلفال. وفي غضون السابع من اكتوبر 1960 بالجبل الأزرق بالمخاليف بلدية سيدي مخلوف ولاية الأغواط و بعد اشتباكه في معركة شرسة مع قوات الاستعمار سقط الشهيد البطل نوري محمد الطاهر في ميدان الشرف في سبيل ان تحيا بلاده حرة.