اجتمعت اللجنة المشتركة الجزائرية-التونسية للتعليم العالي والبحث العلمي وترقية التكنولوجيا، أمس، بالجزائر لدراسة 51 مشروعا مشتركا تم تقديمها من طرف باحثين جامعيين جزائريين وتونسيين، وتدخل هذه المشاريع في إطار التعاون العلمي والتكنولوجي المشترك بين البلدين وتبادل الخبرات والتجارب في ميدان التعليم العالي والبحث العلمي وترقية التكنولوجيا. وأشار مدير التعاون والمبادلات بين الجامعات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ارزقي سعيداني، إلى أن هذه المشاريع تتعلق بمجالات أولوية خاصة منها البيئة والصحة والطاقة والبيوتكنولوجيا والتغذية والطاقات المتجددة، مؤكدا أنه سيتم خلال هذا الاجتماع انتقاء الملفات الأكثر أهمية واستيفاء للشروط التي حددت من قبل. ويتعلق برنامج التعاون الجزائري-التونسي إضافة إلى دراسة المشاريع المقدمة من قبل الجامعات خاصة بالتعاون ما بين الجامعات والتكوين وتبادل الطلبة، حيث أوضح المتحدث أنه قد تم في إطار الدورة الأخيرة للجنة العليا المشتركة الجزائرية-التونسية التي يرأسها الوزير الأول احمد أويحيى ونظيره التونسي، التوصل في هذا الجانب إلى إعادة النظر في الإطار القانوني الموجود بين الجزائر وتونس في ميدان التعليم العالي والبحث العلمي، حتى يتماشى مع التطورات الجديدة التي أدخلت على نظام التعليم العالي في البلدين وهو ما جعل "من الضروري تكثيف الجهود المشتركة بغية تطوير هذا المجال في البلدين على السواء". وذكر المسؤول، أنه في إطار برنامج التعاون هذا تم التوقيع في مارس الماضي على 19 اتفاقية تعاون وتوأمة ما بين المؤسسات الجامعية الجزائرية والتونسية تتعلق بتكثيف التعاون العلمي وتبادل الخبرات وتنظيم دورات تكوينية إلى جانب مشاريع أبحاث مشتركة بين البلدين، مؤكدا أنه تم تسطير بعض الأولويات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار على غرار النمو الديمغرافي الذي تعرفه الجامعات الجزائرية والتونسية وكل ما ينجر عنه من ضرورة تكوين وتدعيم فريق الأساتذة والمكونين. وفي هذا المجال تم الاتفاق على أن تكون هناك حركية بشرية ذات مستوى عالي وتبادل للأساتذة ذوي الصف العالي للمشاركة أو الإشراف المشترك عن بعد عن رسائل الدكتوراه أو الإشراف المشترك في إطار الوصاية عن رسائل الدكتوراه، مشددا في هذا الإطار على ضرورة تنسيق الجهود بين فرق البحث الجامعية الجزائرية والتونسية لتقديم مشاريع مشتركة في إطار التعاون الدولي متعدد الأطراف خاصة مع الاتحاد الأوروبي في إطار ما يسمى برنامج "تامبوس 4" والبرنامج الإطار السابع للبحث العلمي وتنمية التكنولوجيا. ومن جانبه، أشار مدير التعاون بوزارة التعليم العالي التونسية عبد الحميد بوكريشة، أن هذا التعاون الثنائي يدخل في نطاق العلاقات المتميزة بين البلدين منذ سنوات طويلة ذات الايجابيات العديدة وبتوجيه ورعاية من قائدي البلدين، قائلا "لدينا إرادة مشتركة لتدعيم التعاون الحالي والوصول الى تعاون مستقبلي هدفه بناء التعاون المثمر والوصول بالموارد البشرية في البلدين إلى مصاف الدول المتقدمة".