احتضنت بلدية برج البحري بشرق العاصمة أمس، الاحتفالات الرسمية بعيدي الاستقلال والشباب لولاية الجزائر، والتي انطلقت في 22 جوان ودامت إلى غاية 5 جويلية، وما ميز هذه الاحتفالات، تسمية ثانوية باسم المرحوم قاصدي مرباح وبحضور رفيق دربه في الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين بلعيد عبد السلام رفقة عدد من الوجوه الثورية وعلى رأسهم المجاهد ياسف سعدي. تذكرت بلدية برج البحري أمس وكل السلطلات المحلية بولاية الجزائر والأسرة الثورية، روح المجاهد والشهيد قاصدي مرباح الذي اغتالته أيادي الغدر في 21 أوت 1993 بشارع هواري بومدين بوسط مدينة برج البحري، بتسمية الثانوية التي اغتيل بالقرب منها باسمه، وسط حضور قوي من الأسرة الثورية وعلى رأسهم واحد من الذين رافقوه في الكفاح المسلح وأحد الذين كانوا ناضلوا معه داخل الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين ورئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام، وكذا المجاهد ياسف سعدي، وقد بدا بلعيد عبد السلام وهو يستمع لنبذة عن حياة الراحل قاصدي مرباح قدمتها إحدى تلميذات الثانوية، متأثرا بحادثة اغتيال مرباح. وبالمناسبة اعتبر رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية برج البحري ناصر بن شابي وهو يتحدث للصحافيين، أن تسمية ثانوية برج البحري باسم قاصدي مرباح هو شرف للبلدية وسكانها نظرا لعظمة الرجل الذي قدم الكثير للجزائر خلال الكفاح المسلح وبعد الاستقلال، وتذكر حادثة اغتياله الجبانة بكثير من التأثر. يذكر أن المرحوم قاصدي مرباح واسمه الحقيقي خالف عبد الله هو من مواليد 16 أفريل 1938، انضم إلى صفوف جيش التحرير الوطني في 19 ماي 1956، استجابة لنداء جبهة التحرير، وكان قد التحق بالإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين فور تأسيسه، تقلد العديد من الرتب العسكرية خلال الثورة كان آخرها رئيسا لمصلحة الاستعلامات العملياتية لدى قيادة الأركان العامة برتبة نقيب وتعيينه خبيرا عسكريا في الوفد الجزائري الذي قاد مفاوضات إيفيان، وعين مديرا للأمن العسكري غداة تأسيس الحكومة المؤقتة، ورقي إلى رتبة رائد في ظل الجزائر المستقلة في 19 جوان 1969، ثم إلى رتبة مقدم في 19 جوان 1974، وقد شغل المرحوم منصب أمين عام بوزارة الدفاع الوطني، من 5 ماي 1979، إلى غاية 14 جويلية 1980، وقد رقي إلى رتبة عقيد في 19 جوان 1979، ثم شغل نائب وزير الدفاع الوطني مكلف بالإمداد والصناعات العسكرية، وتقلد بعد ذلك في الحياة المدنية منصب وزير للصناعات الثقيلة ثم وزيرا للفلاحة وأخيرا وزيرا للصحة، وعين رئيسا للحكومة من 5 نوفمبر 1988 إلى غاية 9 سبتمبر 1989. وإضافة إلى الثانوية التي سميت باسم المرحوم قاصدي مرباح، تمت تسمية متوسطة باسم المجاهد عمارة العسكري الذي كان مناضلا في حزب الشعب ثم المنظمة الخاصة، وفي 1954 كلف بالجانب التنظيمي، وتوفي سنة 1995، وسمي المركز الثقافي لبرج البحري باسم صاحب رائعة حبي الأكبر، الفنان علي المعاشي الذي هو من مواليد 12 أوت 1927 بتيارت واستشهد على يد المستعمر في 8 جوان 1958 بأحد شوارع مدينة تيارت. وللإشارة، فقد كانت الاحتفالات المخلدة لذكرى 5 جولية عيد الاستقلال والشباب التي احتضنتها برج البحري انطلقت في 22 جوان الجاري ودشنت خلالها القاعة متعددة الرياضات من قبل والي ولاية الجزائر، انطلقت فيها العديد من الدورات الرياضية والتظاهرات الثقافية ومن بينها عرض أفلام تاريخية، ثم كان حفل الاختتام أمس بالتوجه إلى النصب التذكاري بوسط المدينة الذي أعيد ترميمه، وبتنظيم استعراضات فنية ورياضية رائعة استمتع بها سكان برج البحري والضيوف الذين غصت بهم المنصة الشرفية رغم حرارة الجو، والتي اتخذت الطابع الإفريقي بمناسبة احتضان الجزائر للمهرجان الإفريقي الثاني، وشارك فيها قرابة ثلاثة آلاف شاب حسب رئيس بلدية برج البحري ناصر بن شابي، وحسب هذا الأخير فإن التظاهرة تتواصل إلى غاية منتصف الليل من نهار أمس أين سيتم تكريم عائلات من المجاهدين والفائزين في التظاهرات الرياضية.