"أكاذيب دولة"، هو الفيلم الذي يعرض حاليا بسينما "ألجيريا"، أقحم فيه المخرج ريدلي سكوت، بطله دي كابريو، في رمال الشرق الأوسط المتحركة، بهدف كشف شبكات إرهابية موالية لتنظيم "القاعدة" وتفكيكها• لكن هذا الصراع الذي يخوضه "رجل الأكاذيب" لا يدور تقليدياً ضمن ثنائية الخير والشر، على الطريقة البوشية• في خضم مطاردته لزعيم إرهابي يدعى أبو سليمان، بين عمان ودمشق والصحراء العراقية، يلجأ دي كابريو إلى محاربة الشر بالشر، عبر تأسيس شبكة إرهابية زائفة، بإيعاز من الاستخبارات المركزية الأمريكية، من أجل المزايدة على شبكة أبو سليمان في استعمال أبشع أنواع العنف الدموي، بهدف افتكاك الزعامة من هذا الأخير، تمهيداً لإطاحته ! بالتواطؤ مع ضابط كبير في الاستخبارات الأردنية يدعى هاني باشا، تؤسّس شبكة إسلامية زائفة لمنافسة أبو سليمان واجتذاب الأنصار منه، ما يؤدي إلى تفجير حرب مفتوحة بين الشبكتين، ليتقلب العميل دي كابريو بين مغامرات ومخاطر شتى، بدءاً من الصحراء العراقية، ووصولاً إلى عمان، مروراً بدمشق•• تجربة العميل دي كابريو تتضمن أيضاً جوانب إيجابية• إذ يبدأ بتعلّم العربية، ويكتشف الخصوصيات الثقافية المحلية، ما يفتح عينيه تدريجاً على تلاعبات موظفيه في ال"سي آي إيه" ومؤامراتهم، ليدرك في النهاية أنّ "محور الشر" الحقيقي ليس في المعسكر الذي تريد الإدارة الأمريكية الإيحاء به••• اقتبس الثنائي سكوت ودي كابريو قصة الفيلم من رواية رائجة ألّفها، قبل عامين، كبير أخصائيي شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "واشنطن بوست" ديفيد إغناتيوس، تحت عنوان "حياة من الأكاذيب" وكشف فيها بعضاً مما تسرّب إليه على مدى ربع قرن من العمل محققاً صحافياً في منطقة الشرق الأوسط، عن تلاعبات ال"سي آي إيه" والأساليب الملتوية التي تنتهجها في مواجهة ما يُسمّى "شبكات الإرهاب الدولي"••