كنت أفضل أن تقول أحزاب التحالف للأحزاب المقاطعة: مقاطعتكم للانتخابات كمن يغضب لوحده في سوق الحراش!؟ لا أن تقوم أحزاب التحالف بالهجوم على الأحزاب المقاطعة.. فيتهمها أبو جرة بأنها لا تملك برنامجا.. ويتهمها غيره بأنه عميلة للخارج.. ويتهمها ثالث بأنها تسعى إلى الانتقاص من مصداقية الانتخابات! المشكلة في الجزائر هي أننا لا نملك انتخابات كي نقاطعها أو نزورها! فإذا كانت الانتخابات التشريعية والمحلية موجودة ويمكن تزويرها بالمرشحين المزورين بالمال أو بالسياسة، فإن الانتخابات الرئاسية غير موجودة أصلا.. وهي انتخابات قريبة إلى فكرة التزكية التي تمارسها تونس أو مصر منها إلى الانتخابات! أويحيى على حق؛ مقاطعة المقاطعين لا ترقى أبدا إلى مستوى التأثير على سير هذه الانتخابات!؟ ومتى كان النظام السياسي الجزائري يطرح مسألة الرئاسة على الصناديق؟! نحن نعرف أن مسألة الرئيس كانت دائما، وما تزال شأنا خاصا من اختصاص أهل الشأن وحدهم دون سواهم.. وعندما يحسمون الأمر يقومون بإبلاغ أمثال أحزاب التحالف كي تصفق.. ولا حق لها في أكثر من ذلك! وحتى الآن لا يوجد أي جديد يمكن أن يجعل أصحاب الحق الإلهي في تعيين الرئيس يخشون على قرارهم الذي قرروه! هذا هو الواقع وما عداه لا يعدو أن يكون مضغا للماء!