كشفت مصادر مطلعة ل "الفجر" أن التحقيقات المعمّقة التي باشرتها الأجهزة الأمنية على مستوى ولايات الجنوب الشرقي الثلاث الوادي وورفلة وإليزي أخذت منحيات جديدة عقب المعلومات الأولوية التي تشير إلى تورط جماعة "بلعور" في صفقات شراء السيارات المسروقة من عدة مناطق من ولايات الجنوب، خصوصا ولاية الوادي والمنطقة البترولية حاسي مسعود، والتي سرقا منهما في الشهر الماضي فقط ما يزيد على 20 سيارة غالبيتها من سيارات رباعية الدفع• أشارت التحقيقات الأمنية المعمّقة إلى استعمال السيارات المسروقة من طرف جماعات تهريب السجائر والمخدرات في عملية التنقل إلى دول الجنوب عبر الصحاري الشاسعة لمحور موريتانيا - تشاد- النيجر، وكذا ليبيا، مرروا بالمنافذ والمسالك الصحراوية الوعرة للجزائر• وفي هذا السياق، أطاحت مصالح الأمن بولاية الوادي، نهاية الأسبوع الماضي، بثلاثة رؤوس ثقيلة لعصابة سرقة السيارات، ويتعلق الأمر بكل من "ط•م" المنحدر من ولاية ورفلة و"ش•س" و" ب•م• ر" المنحدرين من ولاية الوادي• واستدعت الفرضيات الجديدة التي كشفت عنها أجهزة الأمن لولايات الجنوب الشرقي إلى إعادة التحقيق مع العصابة المتورطة في عملية سرقة سيارات رباعية الدفع وسيارات هونداي "آكسنت" من ولايتي الوادي وورفلة في الأسبوعين الماضيين، بحيث أفادت مصادر "الفجر" أن وكيل الجمهورية لدى محكمة الوادي أمر نهاية الأسبوع بإعادة فتح تحقيق معمّق مع عناصر شبكة سرقة السيارات التي أطاحت بها عناصر الأمن والدرك بولاية الوادي الأسبوع الماضي، خصوصا بعد الإستنطاقات المثيرة التي نقلها أحد الموقوفين والذي ردّد كلمات تشيد بالرئيس الليبي القذافي، إضافة إلى حديثهم عن وجود شبكات وعناصر أخرى تقوم بتسلم السيارات المسروقة إلى شبكة ممتدة إلى دول أخرى مجاورة، تقوم بجلب المخدرات من المغرب ومن موريتانيا، وتقوم هذه الشبكات بتسويقها عبر محورين إثنين: الأول يتم إيصالها إلى ليبيا ودول أوربا مرورا بالصحاري الشاسعة بجهة الجنوب الشرقي للجزائر• أما المحور الثاني فهو من موريتانيا مرورا بجانت وتنمراست في الصحراء الجزائرية، ثم دول إفريقيا الجنوبية اللصيقة بالجزائر• وأضافت مصادرنا أن جماعة "بلعور" تكون وراء عملية إبرام صفقات شراء مع الخلايا والشبكات الصغيرة المختصة في سرقة السيارات بولايات الجنوب، نتيجة عجزها عن التوغل والتعامل مباشرة مع عناصرها، بسبب الطوق الأمني المفروض على ولايات الجنوب من قبل المصالح الأمنية، ما يجعلها تنسق مباشرة مع رؤوس عصابات شبكات سرقة السيارات• وما زاد من شكوك المصالح الأمنية حول هذه الصفقات لجماعة "بلعور" هو فرار رأس عصابة شبكة سرقة السيارات الموقوفة الأسبوع الماضي بولاية الوادي، خصوصا وأن تحرك هذه الشبكة تعمل كذلك في إقليم نشاط جماعة "بلعور"• وما يرجّح فرضية استغلال السيارات المسروقة في عملية تهريب المخدرات والسجائر الأجنبية بالنسبة للمصالح الأمنية، هو تورط شقيق أحد كبار تهريب المخدرات بولاية الوادي في الشبكة المذكورة، والذي يمثل إلى عملية استنطاق من طرف مصالح الأمن، خصوصا وأنه قاصر (17 سنة)، ما يعني تجنيد هذه الشبكات للقصّر في عمليات السرقة لتضليل المصالح الأمنية وكذا محاولة الهروب من المحاكمة• وقد استمع وكيل الجمهورية لدى محكمة الوادي إلى ساعة متأخرة من ساعة ليلة الخميس إلى الجمعة إلى أفراد الشبكة• يذكر أن المصالح الأمنية بولاية الوادي استطاعت استرجاع أربع سيارات وملابس وأوسمة عسكرية وخناجر وأسلحة بيضاء من طرف أفراد الشبكة الموقوفين•