وكانت مسرحية" الماشينة" التي اقتبسها زياني شريف عياد، عن المسرحي الفقيد عبد القادر علولة عن ثلاثيته "الفوال" التي كتبها بداية الثمانينيات والتي حاول زياني بصددها أقلمت أحداثها وفصلها الأول "زنوبة بنت بوزيان العساس"•• المسرحية كانت فرصة لإعادة "زنوبة" الطفلة الفضولية إلى مسرح الأحداث وهي مسافرة إلى وهران•• إلى بيت خالها، على متن قطار احتضن مجمل فئات الشعب الجزائري وأن تسأل مرة أخرى "الشيخ" عن سبب تركه مراعي القرية و"المرأة مع ابنتها الرضيعة"عن سبب طلاقها ورجوعها إلى بيت أهلها• و"الضابط "عن سبب احتفاظه بقبعة الختان و"الفتاة الشابة" عن هروبها من بيت أهلها ورفضها ارتداء الحجاب اقتناعا منها أنه يمثل تجبر الذكورية والتطرف لا الرجولة والاقتناع بالدين•• كلها شخصيات تحاول "زنوبة بنت بوزيان العساس" معرفة الأسباب القابعة وراءها والتي وجدت في النهاية أن لكل واحد حكاية استنطقت واستفزت بفعل تصريح كل واحد من هذه الشخصيات• المسرحية.. وإن شدت انتباه الحضور الكثيف الذي حضر بقوة بسيرورة أحداثها وحكايا المسافرين في القطار التي اختصرت في الهروب إلى وجهة غير معروفة، للنجاة بأرواحهم من عصابات التطرف والكهانة وتفسير العقدة على هوى مرادهم.. فإنها أخقفت في ربط الأحداث خاصة في المشهد الأخير حين التقت"زنوبة بخالها الجيلالي" ومعرفة الجيلالي رغم غيابه عن الأحداث التي جرت في القطار بتفاصيل لا يعرفها إلا من سافر في القطار•