اعتبرت بعض النقابات المستقلة من قطاع التربية الوطنية، أن تصريحات وزير التربية الوطنية، أبو بكر بن بوزيد، الرامية إلى فتح التفاوض حول ملف التعويضات مباشرة بعد الرئاسيات، ليس ضمن أولويات انشغالاتها حاليا، بقدر ما يهمها تاريخ التطبيق الفعلي للمنح، بعد مطالبتهم بتطبيقها بأثر رجعي يعود إلى بداية جانفي 2008، بينما أكد البعض الآخر أن التصريح ما هو إلا محاولة لامتصاص غضب النقابات وتهدئة الجبهة الاجتماعية قبل الانتخابات الرئاسية• رد الأمين الوطني المكلف بالإعلام، على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، عمراوي مسعود، أمس، في اتصال مع "الفجر"، على تصريحات المسؤول الأول لقطاع التربية الوطنية، أبو بكر بن بوزيد، والمتعلقة بتاريخ فتح التفاوض حول ملف التعويضات رفقة الشركاء الاجتماعيين، أنها مجرد وعود، تدخل ضمن الحملة الانتخابية للرئاسيات المقبلة، مؤكدا أن رئيس الجمهورية أعلن أن البت في الملف لن يكون إلا بعد إتمام مختلف القوانين الخاصة• وهو ما اعتبره عمراوي مسعود غير المنطقي، بالنظر إلى أن القانون الخاص بعمال التربية صدر في 2008 ولا توجد أية علاقة مع القطاعات الأخرى في فتح التعويضات• من جهته، استبعد الأمين الوطني المكلف بالإعلام، بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، بوديبة مسعود، أن تكون تصريحات الوزير جدية، معتبرا إياها مجرد مادة للاستهلاك الإعلامي أو امتصاص غضب النقابات المستقلة• وأكد أن الحقيقة ستظهر على أرض الواقع بعد تاريخ التاسع من أفريل، وكيف ستكون الأوضاع حينها• وطالب المتحدث بضرورة الإسراع في مناقشة الملف، خاصة وأنه من المفروض أن يكون نظام التعويضات قد شرع في فتحه مع بداية السنة الحالية• من جهته، استغرب العضو القيادي بمجلس ثانويات الجزائر، بوخطة محمد، وضعية التعامل بأجر قاعدي جديد، ونظام تعويضي قديم، لمدة سنتين تقريبا، مناشدا السلطات العمومية التدخل العاجل لمنح التعويضات• أما بخصوص تصريحات بن بوزيد، فأكد بوخطة، أن الفائدة الكبرى تكمن في المشاركة الحقيقية للشركاء الاجتماعيين، وأن يحقق الملف الذي سيفتح آمال الموظفين، عكس ما جاءت به القوانين الخاصة عبر تطبيقها بأثر رجعي، مع تثمين الأداء التربوي، مراعيا مكونات التحفيز وتشجيع الطبقة العمالية لمؤسسات القطاعات العمومية• نفس القناعات وصل إليها ممثل النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "سناباست"، مزيان مريان، مهددا بمعركة أخرى ستخوضها النقابات المستقلة، في حال ما لم يتبع فتح ملف التعويضات بالتطبيق بأثر رجعي، بداية من تاريخ تطبيق شبكة الأجور، المصادف لتاريخ جانفي 2008• وتساءل مزيان مريان عن تخصيص موعد ما بعد الرئاسيات كآخر أجل لمباشرة التفاوض حول الملف رفقة قيادي النقابات المستقلة العاملة بقطاع التربية الوطنية، قائلا "لماذا الانتظار بعد الرئاسيات بالتحديد؟"•