استنكر سعيد عبادو، الأمين العام للمنظمة الوطنية المجاهدين، المناورات والأكاذيب، التي تمررها الصحافة المغربية، حول الحدود الجزائرية المغربية. وقال أمس في تصريح ل" الفجر" إن الحدود الجزائرية المغربية محددة رسميا وفقا للمواثيق والمعاهدات الدولية، موضحا بأن اتفاق المغرب مع فرنسا تضمن اعترافا بالحدود الحالية، خصوصا أن اتفاق المغرب مع إسبانيا لم يشمل لا الصحراء الغربية ولا حتى مدينتي سبتة ومليلية، وأشار إلى أن اتفاقية إيفيان المؤكدة لاستقلال الجزائر حددت الأراضي الجزائرية بدقة، وأوضح أن الثورة الجزائرية وحرب الرمال مع المغرب لم تدافع سوى عن الأراضي الجزائرية. تخوض الرباط هذه الأيام حربا دبلوماسية وإعلامية ممنهجة ضد الجزائر، مفتوحة على كل الجبهات، تحاول من خلالها التشويش على الرأي العام المغربي والدولي، والإساءة لسمعة الجزائر ومصداقية مواقفها المتعلقة بالقضايا الدولية، خاصة بعدما تمكنت من العودة إلى المحافل الدولية بقوة، بالإضافة إلى إقحام قضية الصحراء الغربية في كل تهجم على الجزائر، حتى ولو تعلق الأمر بصيد السمك في "فلتة المرجة"، متناسية قيم الأخوة والجيرة والدين والتاريخ المشترك التي تحملها خطابات محمد السادس في بعض المواقف الموجهة للاستهلاك، لاستعطاف وخداع الرأي العام العربي والإقليمي، في حين تسعى للضرب في الصميم كلما أتيحت لها الفرصة. فبعد ملف الصحراء الغربية الحاضر دائما، وفتح الحدود، والهجرة السرية، وتهريب الأدوية الفاسدة، وتوقيف حرس الحدود لمغربيين، حيث تجاهلت سموم المخدرات والأسلحة التي تدفع بها نحو الجزائر، مقابل الوقود والعملة الصعبة والسلع المدعمة الأكثر استهلاكا، ها هي صحافة المخزن ومنها جريدة "العالم" الصادرة أمس، تقذف بدعوى مغربية جديدة - قديمة تدعي أن شريطا ترابيا تابعا للمغرب استولى عليه الاستعمار الفرنسي، وآخر استولت عليه الجزائر بعد الاستقلال في حرب الرمال التي نشبت بين البلدين في 1963، لتضع العلاقات الثنائية في مستنقع يصعب الخروج منه. ويبدو أن الوزير الأول، أحمد أويحيى، كان على حق عندما انتقد تعامل الرباط مع الجزائر بشأن الانشغالات البينية وتمريرها عبر وسائل الإعلام، في إشارة إلى استراتيجية شعبوية تقوم على البحث عن إيجاد ناطق مدني باسمها يمثل الشارع المغربي، كما كان لوزير الدولة، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، الحق حيث دعا إلى ضرورة تسوية القضايا الثنائية العالقة قبل الحديث عن فتح الحدود، لأن الإجراء يعتبر تتويجا للأخوة الصادقة وصفاء العلاقات والنوايا. الكل يعلم أن الجيش المغربي كان الأقوى في 1963، وكان البادىء بالحرب مستغلا تواضع قوة الجيش الجزائري الخارج من ثورة قاسية استغرقت أكثر من سبع سنوات، ومن هذا المنطلق فمن الغريب أن يدعي المغرب ضم الجزائر لأراض مغربية أثناء هذه الحرب، أما باقي الإدعاءات التي يروج لها فهي لا تعدو أن تكون جزءًا مما عرف الاصطلاح عليه بالحدود التاريخية للمملكة، وقد حاول اليازغي رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي، إطلاقها في ندوة نشطتها القناة المغربية الثانية نيابة عن المخزن منذ حوالي شهر، مستغلة متابعة الرأي العام الوطني لها على خلفية حضور ممثل حزب جبهة القوى الاشتراكية، ويمكن أن يدخل هذا ضمن نوايا خفية أسست لرفض الرباط المصادقة النهائية على مخطط رسم الحدود الذي تقدمت به الجزائر في عهد الراحل هواري بومدين، حيث اكتفت بالتوقيع عليه بالأحرف الأولى.