أوضح، أمس، الرئيس السابق لفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، علي هارون، أن جرّ فرنسا الاستعمارية إلى الاعتراف باستقلال الجزائر يبقى الهدف الأساسي من بيان أول نوفمبر 1954، وذلك باستعمال السلاح كوسيلة لإعلان الثورة التحريرية وتحقيق الهدف. وأضاف علي هارون في تدخله خلال الندوة المنعقدة بمناسبة عيد النصر المصادف ليوم 19 مارس بمنتدى "المجاهد"، أن فرنسا حاولت بكل الوسائل أن تدفع جيش التحرير إلى ترك السلاح قبل بدء الاتصالات التي قال الرئيس السابق لفيدرالية الأفالان أنها بدأت مع اندلاع الثورة التحريرية عبر عدة طرق فردية وأخرى جماعية، تهدف في جميع الحالات إلى الدعوة بترك السلاح كشرط لبداية الحوار، إلى جانب شروط أخرى كفرض التحاور مع أعضاء من خارج المعركة واتخاذ التراب الفرنسي مكانا لهذه الاتصالات، وهو ما كانت ترفضه جبهة التحرير الوطني من خلال استمرار الثورة التي دفعت فرنسا لأن تقبل بفتح حوار جدي وحقيقي مع المسؤولين الجزائريين، بعد التكثيف من همجيتها كمرحلة أخيرة من خلال الأعمال اللاإنسانية في سنة1961. وأشار علي هارون الذي تحدث، بعد تعذر حضور رضا مالك، آخر المشاركين في مفاوضات إيفيان لأسباب صحية، إلى أن فرنسا من خلال الجنرال ديغول لم تريد الاعتراف العلني بالانهزام واستقلال الجزائر بعد الثورة المجيدة، وحاولت تمرير ما يشوه الحقيقة من خلال اعتبار الانتصار الجزائري نتاجا لاستفتاء تقرير مصير، داعيا الجميع في سياق حديثه عن المحاولات المتكررة لتشويه الحقائق التاريخية لهذه المرحلة من تاريخ الجزائر، إلى توضيح وشرح انتصارات الشعب الجزائري وتثبيت ذلك للأجيال الصاعدة والتعريف بالثورة من قبل جميع الذين عايشوها تثبيتا للذاكرة التاريخية، واستغلال المناسبات للتعريف بالثورة المجيدة ومنها، يوم 19 مارس، عيد النصر الذي يبقى شاهدا على استسلام فرنسا للشعب الجزائري من خلال قبولها بالتوقيع على وثيقة وقف إطلاق النار.