جمد، أمس، الأطباء الجامعيون مختلف مصالح العلاج والفحوصات الطبية على مستوى كافة المؤسسات الإستشفائية الجامعية بنسبة تفوق 85 بالمائة، في الوقت الذي صرح فيه وزير الصحة أن مطالبهم مشروعة وهي خارجة عن نطاق صلاحياته. كشف الناطق باسم الاستشفائيين الجامعيين، بلحاج رشيد، في تصريح ل "الفجر" أن اليوم الأول من إضراب الثلاثة أيام عرف استجابة قوية على مستوى المؤسسات الاستشفائية الجامعية المنتشرة عبر الوطن، بعد شل كافة مصالح العلاج والمتابعات الصحية للمرضى، باستثناء تلك الخاصة بطب الأطفال والحالات الاستعجالية ومرضى السرطان، بالإضافة الى مقاطعة كافة امتحانات ما بعد التدرج والتخصص، المبرمجة لهذا الأسبوع. وحسب بلحاج، فإن نسبة المشاركة الوطنية فاقت 85 بالمائة، موضحا أن ولايات وهران، قسنطينة وعنابة احتلت الصدارة في نسبة المشاركة الى حد 100 بالمائة، في حين احتلت ولاية الجزائر العاصمة المرتبة الثانية بنسبة 95 بالمائة، بينما تراوحت المشاركة بين تيزي وزو وباتنة وسطيف وسيدي بلعباس بين نسبتي 85 بالمائة و50 بالمائة. للإشارة، فإن الحركة الاحتجاجية أقصت ولاية تلمسان نظرا لتزامنها مع محطة المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة في إطار الحملة الانتخابية وإجراءات تسخير الأطباء قانونيا، حسب ما أفاد ذات المتحدث، مؤكدا التحاقهم اليوم بالإضراب. من جهته، أعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في تصريحه للقناة الثالثة، وحسب ما نقله مصدرنا، أن مطالب الاستشفائيين الجامعيين شرعية وقانونية، غير أن تطبيقها خارجة عن نطاق صلاحياته، وهو التصريح الذي سيكون محل نقاش في الجمعية العامة التي ستنعقد غدا الاثنين على مستوى المستشفى الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة، المرفق بوقفات احتجاجية على كافة ذات الهياكل المنتشرة عبر الوطن. وموازاة مع ذلك، يتواصل الإضراب المفتوح لممارسي الصحة العمومية ويدخل يومه السابع والعشرين، دون أي تدخل من الوصاية التي تجاهلت الملف كليا، حسب رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، بن سبيعني صالح، الذي أثبتته تصريحات الوزير مباشرة بعد دخول الاستشفائيين الجامعيين الإضراب في الحركة الاحتجاجية، الذي تسارع للإعلان عن حقهم المشروع، مهمشا مطالبهم. وندد بن سبيعني بسياسة التفرقة الممارسة من طرف وزير الصحة، مؤكدا أن إعلاناته عبر الإذاعة الوطنية زادت ممارسي الصحة إصرارا على تحقيق انشغالاتهم، متوعدا باتخاذ مواقف أكثر حدة وصرامة والدخول في احتجاجات أصعب مما هي عليه الآن، والتي سيكشف عنها خلال لقاء المجلس الوطني، الذي سيعقد غدا، قائلا "إن الوزير أضاف الزيت على النار، وزاد الطين بلة والنقابة لن تسمح بذلك". وفي ذات السياق، كشف مرابط الياس عن دخول المكتب الولائي للنقابة الوطنية لممارسي الصحة لولاية تيبازة اليوم الأحد في يوم احتجاجي للتنديد بخصم أجور الموظفين المضربين التي وصلت الى حد 16 يوما والمطالبة بإلغاء إجراءات الخصم غير القانونية.