في سابقة أولى من نوعها منذ ميلاد التعددية السياسية والحزبية في الجزائر، تجرأ، أمس الأول، حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية على إنزال الراية الوطنية واستبدالها بالراية السوداء في جميع مقراته، في محاولة غير محسوبة للتعبير عن مواقف سياسية ظرفية محددة متعلقة بالرئاسيات، فاتحا بذلك شهية وسائل إعلام أجنبية لخوض حملة شرسة ومغرضة ضد الجزائر في عز الحملة الانتخابية لرابع انتخابات رئاسية تعددية مقررة الخميس المقبل• مرة أخرى، ينزل حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في أدائه السياسي والنضالي إلى مستويات دنيا، بعد مطالبة كتلته البرلمانية بمراجعة الأرقام المتعلقة بعدد شهداء الثورة، وكان هذه المرة على حساب المقومات والرموز الوطنية، حيث تجرأ القائمون على الحزب على إنزال الراية الوطنية من أعالي مقراته المنتشرة عبر كل ولايات الوطن وتعويضها بالراية السوداء• وقد أعطى هذا السلوك الفرصة وفتح الباب على مصراعيه أمام وسائل إعلام أجنبية مغرضة لتقود مجددا حملة شرسة دون سابق إنذار ضد الجزائر في عز خوضها لمنافسة ديمقراطية على منصب القاضي الأول في البلاد، خاصة تلك الأوساط التي لا تنقل الصورة الإيجابية عن الجزائر، بقدر ما تنتظر الفرصة للاصطياد في المياه العكرة، وهو ما أثبته بالعزوف عن تناول موضوع رابع رئاسيات تعددية بالجزائر، وعادت لتتناول خلفيات خرجة الأرسيدي تحت شعار الديمقراطية وتنوير الرأي العالمي•