عرفت العهدة الأولى للرئيس قانون الوئام المدني، وطبعت العهدة الثانية المصالحة الوطنية، وتحدث الرئيس عن العفو الشامل في العهدة الثالثة، كما صرح به خلال حملته الانتخابية والذي قال لن يكون إلا باستفتاء• ويعني هذا أن الرئيس سيقودنا إلى استفتاء ثالث بعد الانتهاء من هذه الانتخابات، أي استفتاء شامل لكل عهدة، لكن ما معنى العفو الشامل الذي لمح له الرئيس؟ هل يعني المتورطين فقط في جرائم الإرهاب لترقية المصالحة الوطنية؟ أم يعني أيضا أولئك المتورطين في جرائم اقتصادية مثل عاشور عبد الرحمان وربما أيضا الخليفة والوالي السابق للبليدة• أتذكر أنني لما دخلت سجن الحراش في القضية إياها في ديسمبر ,2006 تجمعت حولي السجينات المتورطات في قضايا الفساد، ومن بينهن متهمة في قضية والي البليدة، متهمة بتضخيم الفواتير، سألتني لما علمت أنني صحفية، هل حقا هناك عفو شامل؟ فقلت ليس هناك عفو شامل والمصالحة التي استفتي الشعب فيها لا تعني العفو الشامل، فردت بشيء من اليأس: لماذا قالوا لنا إذن لا تخافوا سيكون هناك عفو شامل وستخرجون، لقد نصحونا بالإدلاء بشهادات معينة، وأن لا نخاف لأن هناك عفوا شاملا بعد ذلك نخرج بموجبه من السجن؟؟ فهل المصالحة التي وعد بها الرئيس تعني نفس ما تعنيه المصالحة التي وعدت بها هذه السجينة؟ الأكيد أن الرئيس سيستثني أمثال هؤلاء المحتالين والمتورطين في قضايا الفساد الاقتصادي، فهو يدرك تمام الإدراك أنه لن يبني دولة قوية وعزيزة التي وعد بها الناخبين في هذه الحملة وهؤلاء الذين امتصوا دم الجزائر يتمتعون بالعفو والحرية، وأيضا بالمال الذي نهبوه أمام مرأى الجميع•