بدأت الحافلات تنقل أنصار المرشح للانتخابات الرئاسية عبد العزيز بوتفليقة إلى القاعة البيضاوية منذ الساعة الأولى لصباح أمس، وقد رقص الشباب والطلبة حتى تصببوا عرقا• وفي حدود الساعة الثانية وعشرين دقيقة زوالا، وصل بوتفليقة إلى القاعة، حيث حيا مطولا محييه، وعبر عن ذلك من خلال وضعه يده على جهته اليسرى للقول ''إنكم في القلب عدة مرات''• وخصص المرشح اليوم الأخير من حملته لشرح برنامجه الانتخابي وفرص التنمية التي سيحققها في مجالات الصحة والسكن والتربية والتعليم والفلاحة وتوفير المياه، إلا أن هذه النقاط لم تنل حصة الأسد بالنسبة لمواضيعه المحورية، وفي مقدمتها الملف الأمني• فقد عاد لشرح الأسباب التي جعلت الجزائر تتخلف عن ركب التنمية، وتشوه صورتها في المجموعة الدولية بسبب ما خلفه الإرهاب خلال العشرية السوداء، إلا أن التفاف الشعب حول قانون الوئام المدني في العهدة الأولى والمصالحة الوطنية في العهدة الثانية مكنا من تحقيق قفزة نوعية واستعادة السلم والأمن، حتى وإن كان ذلك بصورة جزئية حسب المرشح• وأشار من منبره إلى أنه في حالة انتخابه لعهدة ثالثة، سيواصل مشوار استعادة الأمن من خلال تعميم المصالحة الوطنية• وأشار إلى أنه ''لن يكون هناك عفو شامل ما لم يتراجع كل من يحمل السلاح، فلا يمكن تصور أي عفو على حساب المواطن ومصلحة الوطن، فبهذه الشروط ستعود الأمور إلى مجرياتها وسننظم استفتاء والشعب هو من سيقرر''• ولم تخل نبرة المرشح وهو يخاطب الجماعات المسلحة من الوعيد الذي ينتظرهم من طرف قوات الأمن والجيش الشعبي الوطني إلى أن يرفعوا الراية البيضاء: ''لن نستسلم أمام من يتمسكون بالدمار''• وطيلة ساعة من الزمن كان المرشح يضطر للتوقف عن الخطاب بسبب زغاريد النسوة التي زادت المرشح حماسا وحيوية، حيث وقف لتحية الشعب الجزائري الذي بادره خلال التجمعات التي نشطها بجميع ربوع الوطن، بما في ذلك منطقة القبائل، بالإضافة إلى أحزاب التحالف ومنظمات المجتمع المدني التي ساندت حملته الانتخابية طيلة 19 يوما الأخيرة• كما أوصى الشعب الجزائري بالاقتراع يوم 9 أفريل المقبل لتغيير نظرة الدول الأجنبية للمواطن الجزائري الذي يقولون عنه إنه غير مهتم بشؤون بلاده وبالسياسة• كما لم يفوت بوتفليقة الفرصة لانتقاد ظاهرة انتشار البيوت القصديرية، ووعد بالقضاء عليها، لكن مقابل هذا سيسلط عقوبة الحبس على كل من يشيد بيتا قصديريا جديدا• ونفس اللوم ألقى به على مسؤولي القطاع الرياضي الذي أكد بشأنه أن الجزائر تتوفر على إمكانيات هائلة، رغم ذلك لا توجد سوى النتائج الهزلية، ''الرئيس لابد أن لا يجلس على كرسي هش''. وتعهد بتأسيس دولة الكترونية لمسايرة التطورات التي يشهدها العالم واستعادة شرعية المؤسسات• كما أكد أن كل الشعب الجزائري أمازيغي من شرقها إلى غربها وتعهد بالوقوف بالمرصاد لكل من يريد الاستثمار في المشاكل الاجتماعية للمواطنين•