أرسل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رسالة مقتضبة، هنّأ من خلالها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على فوزه بالانتخابات الأخيرة، وتمنى له النجاح في مهمته السامية، مذكرا بالعلاقة التي تربط البلدين•• وانتهت الرسالة في بضعة سطور لا غير• وعكس ما حدث في رئاسيات 2004 عندما تنقل الرئيس الفرنسي آنذاك جاك شيراك ليهنئ شخصيا بوتفليقة بالفوز، حتى قبل أن يؤدي هذا الأخير اليمين الدستورية، بعد أن أخطأت فرنسا الحسابات وخرج لأول مرة رئيسا للجزائر بعيدا عن الإرادة الفرنسية، جاءت رسالة ساركوزي فاترة وتحمل حقدا وتنم عن برودة في العلاقات بين البلدين، برودة ذكّرتنا بالحملة التي قادتها وسائل الإعلام الفرنسية عند مرض الرئيس منذ ثلاث سنوات، وعندما رفض بوتفليقة توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين• وهو مطب آخر وقعت فيه فرنسا ساركوزي الذي انحنى بالعلاقات الفرنسية - الجزائرية منحى بعيدا عن التقارب المحقق في عهد شيراك• فحتى هذه المرة انتخب الجزائريون رئيسهم بعيدا عن التأثير الفرنسي، وهو ما يفهم من رسالة ساركوزي التي تكون أجبرته الأعراف الدبلوماسية فقط على إرسالها• ففرنسا اختارت هذه المرة صف المقاطعة، حتى أنها جنّدت وسائل إعلامها لتغطية خطابات المقاطعة أكثر من تغطيتها لحملات المرشحين للرئاسيات، وربما لهذا السبب اختار الكثير من الجزائريين الانتخاب، نكاية بفرنسا التي لم تفهم عقلية الجزائريين التي لم تتغير منذ العهد الاستعماري حتى الآن، فالذي خسر ليس الأرسيدي الذي دعا للمقاطعة، فهذا خسر لأن فرنسا دعمت سياسته مثلما كانت تفعل دائما مع منطقة القبائل التي حاولت دائما ومازالت تحاول سلخها من الجزائر، ما دفع بالمواطنين إلى المشاركة في الانتخابات، تماما مثلما كان يفعل أسلافهم، حيث كانوا يبتعدون عن الزعماء السياسيين عندما تقرّبهم فرنسا منها•