أدى انتشار مرض الحصبة في محافظات جنوبية عراقية عدة بينها كربلاء والديوانية إلى إصابة نحو ألفين، توفي منهم عشرة أطفال بسبب المرض، في وقت تشكو فيه منظمات دولية في العراق من أن تلوث مياه الشرب سبب تفشي المرض• وقال منسق الأممالمتحدة المقيم في العراق، ديفد شيرر، إن المشكلة هي نقص المياه الصالحة للشرب خارج المدن ''حيث إنه لا يتمتع بالصرف الصحي خارج المدن إلا خمس العائلات العراقية، في حين يتم إلقاء 95 بالمائة من منتجات الصرف الصحي في مجاري المياه''• وأضاف أنه ''في بغداد يتم تصريف ثلث مياه الصرف والمجاري بصورة صحية، بينما تذهب نسبة الثلثين في مياه نهر دجلة بطريقة غير صحية وهذا سبب كاف لتلوث المياه بدرجة خطيرة''• وبحسب المسؤول الدولي، فإن ''قلة النظافة وتلوث المياه بمثل هذه الدرجات الخطيرة سببان رئيسيان للإصابة بالأمراض، بينها الحصبة والكوليرا، حيث تم إبلاغنا العام الماضي (2008) عن نصف مليون إصابة بمرض الحصبة وبعض الإصابات بمرض الكوليرا''• وفي مدينة كربلاء، قالت مديرة التدريب في دائرة الصحة، يسرى أصلان ل ''الجزيرة نت'' إن ستة أطفال توفوا جراء الإصابة بالمرض في شهر فيفري الماضي، حيث بلغ عدد الإصابات بين أربعمائة إلى خمسمائة إصابة، ووصل عدد المرضى بين ستين مريضا إلى سبعين مريضا في الردهة الواحدة المخصصة أصلا ل 24 مريضا فقط• وتعتقد يسرى أن سوء التغذية وعدم التزود باللقاحات كان من بين أسباب تفشي هذا المرض في عدد من أحياء مدينة كربلاء• وفي محافظة الديوانية، أعلن المدير العام لدائرة الصحة، الدكتور عبد الأمير ليلو، للصحافة أن ''دائرة الصحة في المحافظة سجلت مؤخرا وبشكل رسمي ثلاث حالات وفاة وثمانمائة إصابة بمرض الحصبة''• واعتبر بيان أصدره ممثل منظمة اليونيسيف في العراق، إسكندر خان، ''أن بناء السدود وخزانات المياه في الدول المجاورة للعراق تسبب في وقف إمداد النسب الكافية من المياه في نهري دجلة والفرات، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى خسارة حادة في المياه السطحية في العراق''• ويشير المسؤول الدولي بذلك إلى بناء تركيا، التي تنبع منها نسبة أكثر من 90 % من مياه نهري دجلة والفرات