تفيد الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولاياتالمتحدة أن 95 بالمائة من المواد المستعملة في العطور، اليوم، تستخرج من البترول، بما في ذلك سموم معروفة قادرة على التسبب بأمراض سرطانية وعيوب خلقية واضطرابات في الجهاز العصبي المركزي وتفاعلات حساسية• أظهرت الدراسة أن ما يزيد عن 5000 مادة تستعمل في صنع العطور، والشركات المنتجة ليست ملزمة بالإشهار عن المواد الداخلة في صنع العطور لأنه يعتبر من أسرار المهنة، مشيرة إلى أن هذه المواد لا تؤثر على الإنسان الآن لا يعني أنه سيكون محصناً من تأثيراتها مستقبلاً، أوأنها لا تؤثر على أشخاص مقربين إليه، مسببة لهم صداعاً أو مشاكل تنفسية• هذه المواد الكيماوية تنتقل مباشرة إلى مجرى الدم عند وضعها على البشرة• وهي تتبخر باستمرار، وتنتقل الى أدمغتنا حيث يمكن أن تتسبب بأذى كبير، كما يمكن أن تؤثر في الرئتين والأنف والعينين• وأضافت الدراسة أنه يمكن أن تدخل 600 مادة كيماوية أو أكثر في صنع عطر واحد، كما أن العطور تحوي عدداً كبيراً من المواد السامة المنصوص عليها في لوائح النفايات الخطيرة، وتتحد هذه المواد بعضها ببعض لتسبب عند الاستنشاق أضراراً، منها اضطرابات الجهاز العصبي ودوار وغثيان وصداع وإرهاق وفقدان التنسيق واختلاط في اللفظ ونعاس وتهيج في الفم والحنجرة والعينين والجلد والرئتين والمعدة والأمعاء، وتلف في الكليتين، وفشل في جهاز التنفس، وأعراض وأمراض أخرى• وفي حين يستمتع كثيرون بوضع العطور، برز أخيراً احتجاج عنيف ومتزايد من الذين يشكون من أن التعرض لأنواع منها يؤثر في صحتهم• وفي دراسات أجريت على عينات عشوائية من الأميركيين، أبلغ 15 - 30 بالمائة عن حساسية لمواد كيماوية، منها العطور، وأبلغ 4 - 5 بالمائة عن حساسية مفرطة لها تأثير كبير في نوعية حياتهم• من هؤلاء، أفاد أكثر من 80 بالمائة بأن التعرض للعطور يزعجهم• وهناك منظمات ومؤسسات باتت تأخذ مسألة الحساسية للمواد العطرة على محمل الجد• وعلى سبيل المثال، في اجتماع عقدته الجمعية الكيماوية الأميركية، طُلب من المشاركين عدم وضع عطور بسبب وجود عدد من الأشخاص الذين لديهم حساسية لمواد كيماوية• وتقدر الدراسة أن 5,75 ملايين شخص في الولاياتالمتحدة لديهم حساسية جلدية للعطر• والعطر هو السبب الأول للحساسية إزاء مستحضرات التجميل والتنظيف والغسيل• وتشير بعض المعطيات إلى أن 75 بالمائة من مرضى الربو المعروفين في الولاياتالمتحدة، أي نحو 9 ملايين شخص، يصابون بنوبات تثيرها العطور• وترى بعض الجمعيات المدافعة عن حقوق المرضى أن قضية العطور ستكون خلال العقد المقبل مثيرة للجدل مثلما هي قضية دخان التبغ حالياً• وتعتبر أن الجدل حول حق الناس في التدخين إزاء حق الآخرين في تنفس هواء نظيف قد ينطبق أيضاً على العطور•