صورة من الأرشيف لم تعد قائمة المواد المهرّبة إلى ما وراء الحدود منحصرة في السلع الكهربائية والمواد الغذائية والمواشي وغير ذلك.. بل تعدّت إلى استنزاف ونهب الثروات الطبيعية الجزائرية لتدخل مجال الاختصاص. * * فكانت البداية من نبات "الرند، الفطر" ليصل الأمر إلى النباتات التي تصنف ب "المحمية" لتستغل من طرف المخابر الأجنبية لصناعة الأدوية والعطور قبل أن يتم تصديرها إلى الجزائر بالعملة الصعبة. * أكدت مصادر موثوقة "للشروق" أن شبكات كاملة تدعمها مخابر أجنبية تتواجد بدولة جارة أو ممثلين عنها بهذا البلد مختصة في تهريب عينات من النباتات الزهرية "المحمية" في مناطق "بوقوس، رمل السوق والعيون"، وهي مناطق غابية تدخل ضمن نطاق الحظيرة الوطنية بالقالة، وذلك قصد استغلالها في صناعة العطور والمواد الصيدلانية، حيث تحصّل هؤلاء على عينات عديدة من الفصائل النباتية بينها "الأخدرية" وهي نبتة غنية بالأحماض الدهنية لاسيما حمض "الليفولليك" وحمض "الفامالينولي" الذي تستعمله هذه المخابر في صناعة الأدوية الخاصة بأمراض الربو والأمراض الهضمية، كما تصنع المخابر الأمريكية من مستخلصات هذه النبتة، أدوية خاصة بأمراض القلب والسرطان وتستغل هذه المخابر نبتة الأقحوان المتواجدة بكثرة بمناطق "رمل السوق" حيث يتم استخراج مواد كيميائية خاصة بتهدئة عضلات الجهاز الهضمي وتحويلها إلى أدوية خاصة بمعالجة الرحم ومتاعب الحيض وآلام المفاصل. * ونفس الشيء عرفته نبتة "إكليل الجبل" والزعفران، حيث يتم تهريب كميات كبيرة منهما لغرض استخراج مادة نادرة لتستعمل في صناعة الأدوية الخاصة بأمراض التنفس والملاريا، فيما تهرب نبتة "الصفصاف" الغنية بحامض "الساليسليك" الذي يعتبر أحد الأدوية الأكثر استعمالا في العالم والمعروف لدى الجميع باسمه المسجل "الأسبرين". * في هذا السياق، أكدت مصادرنا أن الشركة البريطانية "كلاكسوميث كلين"، "نوفريتس" السويسرية و"بيفيزر" الأمريكية لها علاقة مباشرة مع تلك المخابر التي تمولها بالنباتات المذكورة والتي تستغلها في صناعة الأدوية المختلفة لتعيد بيعها هنا في الجزائر وباقي الدول. * وإذا كانت النباتات المحمية تهرّب إلى ما وراء الحدود لغرض استعمالها في صناعة المواد الصيدلانية والعطور، فإن بعض النباتات عرفت استنزافا خطيرا، حيث ارتفع الطلب عليها في الأسواق التونسية على شاكلة نبتة "الرند"، حيث يعتبر من أهم الركائز في مطاعمها التي تستقبل السياح من كل بقاع العالم خصوصا بالمدن المتواجدة على الحدود ما بين البلدين الجزائروتونس "كعين دراهم الكاف وطبرقة"، وتعد الغابات الجزائرية على الحدود الشرقية المورد الأساسي لهذه المادة وبالأخص ببلديات "بونجار، عين الكرمة، الزيتونة وبقوس" بالطارف وأولاد ادريس بسوق أهراس، ولا يجد مهربو هذه المادة أيّ صعوبة في تمريرها عبر الحدود، إذ يتم تبادلها بين أشخاص من التجمعات السكانية المتجاورة عبر الحدود أو فيما بين "الرعاة" من البلدين في شكل رزم صغيرة أو كبيرة وللعلم فقط. * ونفس الشيء ينطبق على "الفطر"، حيث تؤكد مصادر موثوقة أن مسؤولا معروفا بولاية الطارف يقوم بزراعة الفطر بالمنطقة المسماة "العيون" ليقوم بتمريره إلى تونس ليصبح سيد مائدة المطاعم التونسية، وكما علمنا أن الفطر من نوع "الترفاس" هو المطلوب بكثرة، خاصة أنه يهرب من طرف بعض الجزائريين المتواطئين مع أشخاص من جنسيات أجنبية إلى الأسواق الفرنسية ودول الخليج العربي.