كان أطفال مدارس عنّابة، أول أمس، على موعد مع عرض جديد لمسرحية '' بيئة تنذر''، من تأليف الكاتب المسرحي السعيد دراجي، من إخراج عبد الحميد قوري• تجسد الأدوار في هذه المسرحية فرقة الشهاب المبدعة على ركح المسرح الجهوي عز الدين مجوبي• وتدور أحداث المسرحية حول مهندسة ماكرة محتالة صاحبة باخرة، فهي امرأة ذميمة ذات لباس شيطاني، تحاول في كل مرة نشر الفساد والعبث بالجماليات وطمس الألوان الزاهية والقضاء على العناصر الحية والمكونات الأساسية التي تتشكل منها البيئة، وذلك برفقة مساعدها السيد طمطم، وهو عالم كيميائي يمتهن القرصنة، لكن رغم انتشار الشر تحاول ''السيدة بيئة'' مرشدة الأصدقاء، وهي فتاة جميلة ذات لباس أبيض عرائسي تضع على رأسها تاجا مزهريا، محاربة الفساد رفقة جنودها، وذلك بأن تستقيم كل المخلوقات العاقلة على الطريقة المثلى في معاملاتهم وسلوكياتهم والتمسك السوي بالحفاظ عليها،لأنها ''البيئة'' هي وجميع الكائنات الحية جزء واحد من صنع الله، دونهم موت وفناء• وفي النهاية تنتصر البيئة وجنودها على الأشرار وتقضي عليهم، لتستمر الحياة وتزدهر الأراضي العطشى، وتتحول إلى جنات خضراء تزينها الأزهار وتعبق منها الروائح الفواحة، فيعود الأمل من جديد • قوة المسرحية تظهر في الأسلوب الجديد الذي جاء به المخرج في بناء فكرة جديدة، جسدت عبثية الحكاية في السينوغرافيا التي أبدع في تصميمها ''ناجم شراد ''، حيث نثر على الخشبة تقنيات حديثة تتماشى والواقع المعيش، أما اللون الغالب الذي ألقى بظلاله الباهتة على كل مفردات الديكور وأجزائه، فهو اللون الأبيض الذي يرمز للشر، وهذا يساعد على تقريب الصورة لأذهان الأطفال الصغار، بالإضافة إلى بعض الإكسسوارات التي تساهم في تحريك مشاهد المسرحية•