أثنى، أول أمس، الرئيس الفرنسي على التضحيات التي قدمها الجيش الإفريقي المكون من الجزائريين والمغربيين والتونسيين والسنغاليين خلال الحرب العالمية الثانية، وهذا بمناسبة إحياء الذكرى ال 64 لاستسلام القوات النازية بتاريخ 8 ماي 1945 بالسواحل الفرنسية، متجاهلا تظاهر عشرات الآلاف من الجزائريين في سطيف، الذين طالبوا باريس بالاعتراف بجرائمها في مجازر 8 ماي 1945، ويربطون أي تفتح بين العلاقات الثنائية باعتراف رسمي من باريس• وكرّم ساركوزي المحاربين الأفارقة بهذه المناسبة، حيث فُقد قرابة 55 ألف محارب وهم يدافعون عن فرنسا وشرفها في الحرب العالمية الثانية بين 1940 و1945، مشيرا إلى أنهم ''دافعوا عن الجمهورية الفرنسية، تماما كما لو كانت وطنهم الأم''، ما جعل الرئيس الفرنسي يؤكد أن فرنسا لن تنسى تضحياتهم أبدا• كما دعا أطفال فرنسا إلى الافتخار بهذا الحدث التاريخي، رغم أن إجلاء الجنود الألمان تم بفضل تدخل الأمريكان، ولم تكن مساهمة الفرنسيين إلا رمزية، بينما يحاول طمس تاريخ المستعمرات، وخاصة الجزائر، رغم قيام ثورة عارمة فيها حررت كل إفريقيا من الاستعمار الفرنسي• وتمت مراسيم التكريم بمنطقة سان ماكسيم ''فار''، وحضرها الوزير الأول، فرانسوا فيلون ووزير الدفاع هرفي مورن• واغتنم المحاربون الأفارقة الذين شاركوا قوات الحلفاء في دحر القوات النازية الألمانية، الفرصة لمطالبة ساركوزي برفع منحهم الشهرية إلى نفس مستوى المنح التي يتقاضاها المحاربون الفرنسيون خلال هذه الحقبة، والمقدرة ب 600 أورو، مقابل 159 أورو للمحارب المنحدر من أصول إفريقية، علما أن العديد من الجمعيات تدعم مطالب المحاربين الأفارقة وترى أنها شرعية• كما أن الحزب الاشتراكي الفرنسي كان قدم مشروع قانون إلى البرلمان لرفع منحة المحاربين الأفارقة في صفوف الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية• جدير بالذكر، أن إحياء ساركوزي ذكرى استسلام القوات الألمانية أمام الجيوش الفرنسية والأمريكية، يتزامن وذكرى إحياء مجازر 8 ماي 1945 بسطيف، فالمة وخراطة، وفي الوقت الذي يتحدث عن محاربة النازية، يتناسى الجرائم التي اقترفتها فرنسابالجزائر، في الوقت الذي رفعت فرنسا راية النصر، لتأخذ منحى أخطر بعد وضع القانون الممجد للاستعمار•