عادت شؤون إدارة وتسيير النادي إلى الطرف الجزائري، إذ ولأول مرة تكفلت جمعية رياضية تابعة لبلدية بن عكنون بهذه المهمة، لكن نظرا لعدم قدرتها على تسيير شؤونه وعجزها عن تحقيق المواصلة في السير الحسن لنشاطاته، انسحبت بعد ذلك تاركة المجال أمام تجربة جديدة • تجربة فريدة قد تدفع بالتنس الجزائري إلى الاحتراف عرف النادي نقلة نوعية وذلك بانتقاله إلى ملكية خاصة في تجربة متميزة، تحت إشراف ورئاسة الدكتور محمد بوعبد الله وهو طبيب ولاعب دولي سابق أشرف على عدة منافسات وطنية، إفريقية متوسطية وحتى عالمية، كان أبرزها كأس دايفيس وهو رئيس النادي حاليا، فخبرته الطويلة في شؤون الكرة الصفراء سمحت له بالخوض في هذه التجربة، إذ تقلد عدة مناصب في هذا المجال، إذ كان طبيبا بالاتحادية الجزائرية للتنس ثم نائب رئيس الإتحادية ثم رئيسا لها لمدة 12 سنة كاملة، كما شغل منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية أيضا• نادي النخيل مدرسة رائدة يتمتع نادي التنس بشهرة على مستوى الجزائر العاصمة حتى على المستوى الوطني، إذ يعتبر النادي رقم واحد بالجزائر، فقد تمكن عبر مسيرته الطويلة من إنجاب عدة أبطال ولاعبين دوليين ذوي مستوى عال مثلوا الجزائر في مناسبات عديدة، على غرار ياسين عباس وآخرين، إذ يعتبر مدرسة حقيقية، وهذا ما أشار إليه رئيس النادي إذ يضم أكثر من 250 رياضي تتراوح أعمارهم بين 5 - 13 سنة) يوفر لهم النادي كل الإمكانيات لتعليم أبجديات هذه الرياضة، كما تحظى الفئات الصغرى باهتمام خاص ومتابعة مستمرة من قبل مسؤولي النادي ومدربيه، كما يضم النادي إضافة إلى ذلك 250 رياضي ينتمون إلى فئات ما فوق 14 سنة أي بمجموع 500 لاعب ممارس لهذه الرياضة، يشرف على تدريبهم خمسة (5) مدربين بينهم سيدة تعد لاعبة سابقة وبطلة جزائرية• ورغم أن كل المدربين لاعبون سابقون ولديهم خبرة في التدريب، إلا أن رئيس النادي أقر لنا بضرورة تحسين المستوى لدى المدربين والتكوين المستمر للطاقم الفني، لا سيما أن التعامل والإشراف على الفئات الكبرى يتطلب مستوى عاليا واحترافية أكثر مقارنة بالفئات الصغرى، من خلال إجراء تربصات ودورات تكوينية بالخارج• لكن يضيف أن الإمكانيات المتوفرة حاليا لا تسمح بتحقيق ذلك حاليا• 5 ميادين وإمكانيات كافية للتدريبات وعن الإمكانيات المادية والتقنية والفنية يرى السيد بوعبد الله أن المتوفرة حاليا تسمح بإجراء التدريبات في ظروف حسنة، لا سيما الحالة الجيدة للملاعب الخمسة (5) التي يحتوي عليها النادي، إذ تعد الأحسن في الجزائر، كما تعتبر أهم العوامل المساعدة للاعبين والمدربين على حد سواء، بالرغم من أن إعادة تهيئة الملاعب تعد هاجسا وتحديا كبيرا، على مستوى نادي النخيل، فإعادة الهيكلة وتهيئة أرضيات الملاعب لا يتسنى لكل الأندية وهذا ما شكل عائقا كبيرا للبعض منها كنادي حيدرة ونادي باش جراح• هذه العوامل وغيرها أدت إلى زيادة الضغط وطلب الانخراط في نادي النخيل ببن عكنون• فرغم أن طاقة استيعابه وصلت إلى أقصى حد ولا تسمح بانضمام لاعبين جدد، إلا أن هناك تسجيلا لطلبات يومية ومتواصلة قصد الانضمام للنادي• كما يعد الموقع الجيد للنادي بأعالي العاصمة محفزا لهذا الإقبال الواسع• أبواب النادي ستبقى مفتوحة لمحبي التنس رغم كل هذا فإن النادي يسمح بارتياد الهواة ومحبي هذه الرياضة والاستفادة من خدمات ملاعبه مجانا، إضافة إلى تخصيصه ليومين أسبوعيا لتمكين اللاعبين المحترفين من خارج النادي ومن مختلف المناطق بالجزائر العاصمة بإجراء التدريبات على أرضية ملاعبه• وعن إمكانية مضاعفة عدد الرياضيين الراغبين في الانضمام إلى هذا النادي، يرى المسؤول الأول استحالة تحقيق ذلك في ظل غياب المساحات الكافية لإنشاء ملاعب إضافية على مستوى النادي، لكن قد يكون ذلك ممكنا في حالة تمديد أوقاع وبرامج التدريبات لتصل إلى الفترات المسائية وحتى أثناء الليل• ولهذا عمد النادي إلى تزويد ملاعبه بالأضواء الكاشفة في آخر خطوة لتمكين ممارسي التنس من الاستفادة من إمكانيات النادي• وأما فيما يخص إسهامات النادي ومشاركاته في البطولات الوطنية والإقليمية، أكد السيد بو عبد الله أن نادي النخيل هو النادي الأول في الجزائر الذي يأخذ على عاتقه تنظيم الدورات والمسهامة في إنجاحها والمشاركة فيها، فقد شارك النادي ممثلا بلاعبيه في البطولة الإفريقية والمتوسطية، كما شارك في كأس دايفيس ناهيك عن البطولات الوطنية، كما أشرف في آخر مناسبة على تنظيم الدورة النسوية وذلك تحت رعاية ودعم الإتحادية الدولية في جانفي الفارط• كما أكد المسؤول الأول على النادي أن أبوابه تبقى مفتوحة لكل فئات وشرائح المجتمع ولا وجود لأي عراقيل تحول دون ذلك• وقد أثيرت هذه النقطة في إشارتنا لمشكل الإمكانيات التي يجب توفرها على المستوى الفردي، واقتصار هذه الرياضة على ذوي المستوى المعيشي الجيد لدينا، إذ استرسل قائلا بأن أبرز اللاعبين في النادي وأحسنهم وأكثرهم حضورا في مختلف البطولات ينتمون إلى الطبقات المتوسطة والبسيطة من المجتمع، إضافة إلى أن حقوق الاشتراك في متناول الأغلبية• مساعدات البلدية والاتحادية غائبة النادي يعتمد في تمويله بالدرجة الأولى على اشتراكات اللاعبين إضافة إلى التأمينات• وبالمناسبة فإن النادي لا يتلقى المساعدة والتمويل من أي جهة كانت ولا حتى من البلدية والاتحادية نفسها، فصحيح أن النادي تحول إلى ملكية خاصة على جميع الأصعدة والمستويات إلا أن ذلك لا يعد مبررا منطقيا لتخلي الجهات المعنية ومسؤولي هذه الرياضة عن دعمه• هذا بالإضافة إلى الصراعات والخلافات الشخصية التي وصلت إلى أعلى مستوياتها وأثرت سلبا وبصفة مباشرة على رياضة التنس تحديدا كما قال بوعبد الله• أرضية الملاعب أبرز التحديات وتأكيدا على ما سبق الإشارة إليه، فإن أهم المشاكل التي يواجهها النادي بشكل دائم، هي تهيئة أرضية الملاعب بصفة دورية ما يكلف النادي غلافا ماليا معتبرا، إذ يعد مشكلا متجددا يعيق استمرارية النادي وإجراء التدريبات في أحسن الظروف وبصفة منتظمة• للإشارة فإنه يوجد ناد للتنس بسيدي فرج أيضا يشرف عليه نفس الطاقم المسير لنادي النخيل ببن عكنون، إذ يحتوي على 6 ملاعب ويسير بنفس النهج المتبع في الفريق الأول•