يعد نادي بن عكنون للتنس من الأندية الرائدة في الجزائر العاصمة وحتى على المستوى الوطني ويمكن أخذه كنموذج في بلادنا للتسيير الخاص. نادي بن عكنون أونادي النخيل حاليا يعود تاريخ تأسيسه إلى الحقبة الاستعمارية، إذ كان يشرف عليه الفرنسيون ودام ذلك إلى سنوات قليلة بعد الاستقلال قبل أن يتسلم الجزائريون إدارة وتسيير النادي، إذ ولأول مرة تكفلت جمعية رياضية تابعة لبلدية بن عكنون بهذه المهمة. لكن نظرا لعدم قدرتها على تسيير شؤونه وعجزها عن تحقيق المواصلة في السير الحسن لنشاطاته، انسحبت تاركة المجال أمام تجربة جديدة، وهي الانتقال إلى الملكية الخاصة، تحت إشراف الدكتور محمد بوعبد الله وهو طبيب ولاعب دولي سابق أشرف على عدة منافسات وطنية، إفريقية، متوسطية وحتى عالمية، كان أبرزها كأس ديفيس وهورئيس النادي حاليا، فخبرته الطويلة في شؤون الكرة الصفراء سمحت له بخوض هذه التجربة، إذ تقلد عدة مناصب في هذا المجال، كطبيب بالاتحادية الجزائرية للتنس، نائب رئيس الإتحادية ثم رئيسا لها لمدة 12 سنة كاملة، كما شغل منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية أيضا. ويتمتع نادي التنس بشهرة كبيرة على المستوى الوطني، إذ يعتبر النادي رقم واحد بالجزائر، فقد تمكن عبر مسيرته الطويلة من إنجاب عدة أبطال ولاعبين دوليين ذوي مستوى عال مثلوا التنس الجزائري في عدة مناسبات على غرار ياسين عباس وآخرين. ويوفر النادي الذي يضم أكثر من 500 رياضي من مختلف الفئات كل الإمكانيات لتعليم أبجديات هذا التخصص الرياضي، كما تحظى الفئات الصغرى باهتمام خاص ومتابعة مستمرة من قبل مسؤولي النادي ومدربيه تقمصوا من قبل الألوان الوطنية. ورغم أن كل المدربين هم لاعبون سابقون لديهم خبرة في التدريب، إلا أن تحسين المستوى لدى المدربين والتكوين المستمر للطاقم الفني، لا سيما الإشراف على الفئات الكبرى يتطلب مستوى عال واحترافية أكثر مقارنة بالفئات الصغرى من خلال إجراء تربصات ودورات تكوينية بالخارج، إلا أن الإمكانيات المتوفرة حاليا لا تسمح بتحقيق ذلك حاليا. ويجري لاعبوالنادي تدريباتهم في ظروف حسنة، لا سيما الحالة الجيدة للملاعب الخمسة التي يحتوي عليها الفريق، إذ تعد الأحسن في الجزائر، كما تعتبر أهم العوامل المساعدة للاعبين والمدربين على حد سواء، بالرغم من أن إعادة تهيئة الملاعب تعد هاجسا وتحديا كبيرا له، لكون هذه العملية لا تتسنى لكل الأندية وهذا ما شكل عائقا كبيرا للبعض منها كنادي حيدرة ونادي باش جراح، مما زاد من طلب الانخراط. ورغم أن طاقة استيعابه وصلت إلى أقصى حد ولا تسمح بانضمام لاعبين جدد، إلا أن هناك تسجيلا لطلبات يومية ومتواصلة قصد الانضمام للنادي. وإلى جانب ذلك يفتح النادي أبوابه لمحبي هذه الرياضة للاستفادة من خدمات ملاعبه مجانا، إضافة إلى تخصيصه ليومين أسبوعيا لتمكين اللاعبين المحترفين من خارج النادي ومن مختلف المناطق بالجزائر العاصمة بإجراء التدريبات على أرضية ملاعبه. وأمام تعذر مضاعفة عدد الرياضيين الراغبين في الانضمام إلى هذا النادي، في ظل غياب المساحات الكافية لإنشاء ملاعب إضافية، يصبح ذلك ممكنا في حالة تمديد أوقات وبرامج التدريبات لتصل إلى الفترات المسائية وحتى أثناء الليل، ولهذا عمد النادي إلى تزويد ملاعبه بالأضواء الكاشفة في آخر خطوة لتمكين ممارسي التنس من الاستفادة من إمكانيات النادي. وأما فيما يخص إسهامات النادي ومشاركاته في البطولات الوطنية والإقليمية، فهوالنادي الأول في الجزائر الذي يأخذ على عاتقه تنظيم الدورات والمساهمة في إنجاحها، حيث شارك ممثلا بلاعبيه في البطولة الإفريقية والمتوسطية، كما أشرف في آخر مناسبة على تنظيم الدورة النسوية وذلك تحت رعاية ودعم الإتحادية الدولية في جانفي الفارط. للإشارة، يعتمد النادي في تمويله بالدرجة الأولى على اشتراكات اللاعبين إضافة إلى التأمينات.