يصف مسيرو شباب بلوزداد قرار اعتماد نظام الاحتراف في البطولة الوطنية لكرة القدم الموسم القادم بمثابة خطوة إيجابية ستساهم لا محالة في إخراج هذه الرياضة من قوقعتها، رغم الصعوبات التي قد تواجههم في محاولاتهم لتغيير الطابع التسييري للنادي، وبالأخص فيما يتعلق بالشق المالي الذي يبقى في نظرهم هاجس كل الأندية المعنية بهذه العملية، بعد الضمانات التي قدمتها الدولة في هذا المجال، على اعتبار أن كثيرا من أندية النخبة تفتقر إلى قاعدة مالية، وهو ما شكل لها دوما هاجسا لم تتخلص منه إلى حد اليوم. دولم يتأخر شباب بلوزداد في الاستعداد مبكرا لهذه العملية حيث حدد النادي تاريخ 20 ماي الجاري لعقد جمعية استثنائية من أجل تزكية اعتماد نظام الاحتراف في البطولة الوطنية، وهو الموعد الذي يريد رئيس النادي محفوظ قرباج أن يكون ناجحا حيث قال ل''المساء'' في هذا الشأن: ''نحن كباقي الأندية لا نعرف مضامين نظام الاحتراف الذي ستباشره الاتحادية، لكننا ارتحنا كثيرا لما جاء في قرار الحكومة بشأن استعداد الدولة الجزائرية لمساعدة الأندية ماديا لخوض تجربة الاحتراف، وهو ما سيدفع أعضاء جمعيتنا العامة إلى تزكية موافقة النادي على تطبيق هذا المشروع''. الاحتراف يكشف الضبابية المالية الموجودة في النوادي بالنسبة للرجل الأول في شباب بلوزداد ''الاحتراف له مزايا كثيرة. فهو كفيل بأن يضع حدا للضبابية المالية التي تغطي تسيير النوادي منذ عدة سنوات، سيما في ما يتعلق باستقدام وتحويل اللاعبين، لأن ملايير طائلة تصرف في هذا الجانب من طرف رؤساء الأندية، لكن دون أن ترجع بالفائدة على الكرة الجزائرية. نظام الاحتراف سيحل عدة مشاكل عويصة تتخبط فيها الأندية وبالأخص في ما يتعلق بالتطبيق الفعلي لنظام دفع أجور اللاعبين الذين سيتلقون مستحقاتهم حسب المردود الذي يقدمونه فوق أرضية الميدان.'' وحسب محدثنا، لدى شباب بلوزداد نية خالصة لاعتماد نظام الاحتراف لكنه قال أن كل شيء متعلق بما سيتضمنه دفتر الشروط الذي تستعد الاتحادية لتسليمه إلى الأندية، حيث استطرد قائلا: ''نحن في انتظار استلام دفتر الشروط الذي سيمكن النادي من التحول إلى شركة ذات أسهم أو شركة ذات مسؤولية محدودة. وأتساءل عما إذا ستكون قيمة عشرة ملايير سنتيم التي وعدت الدولة بوضعها تحت تصرف كل نادي كافية لاعتماد هذا النظام الذي يجبرنا على تلبية ليس شروط نظام المنافسة فحسب بل جوانب أخرى لها علاقة بتسيير النادي منها التكوين والالتزام بالنظام الجبائي والضريبي على حد السواء''. لا بد من المرور بمرحلة انتقالية ويتوقع السيد قرباج أن يشهد تطبيق نظام الاحتراف في الجزائر بعض الصعوبات في خطواته الأولى لنقص التجربة في هذا المجال لدى أغلبية الأندية المعنية بهذه العملية، حيث ستكون هذه الأخيرة في حاجة إلى اختصاصيين في شتى المجالات التي لها علاقة بالاحتراف، سيما في جانب التسيير الإداري والمالي والتكوين أيضا. إلا أن قرباج يرى أن نجاح الاحتراف في الجزائر مرهون بضرورة توفير المنشات الرياضية ووضعها تحت تصرف الأندية حيث أوضح قائلا: ''أظن أننا سنكون في حاجة إلى مرحلة انتقالية تبدو ضرورية للتحكم في آليات تطبيق الاحتراف الحقيقي. وكخطوة أولى يجب السماح للأندية استغلال الملاعب التي تستقبل فيها دون إجبارها على دفع مقابل مالي، ذلك أن الأمر سيطول في ما يتعلق بتشييد المنشآت الرياضية الخاصة بكل نادي''. وأشار محدثنا في النهاية أن شباب بلوزداد لا يمكن أن يبقى متأخرا عن الأندية الأخرى في كيفية تطبيق نظام الاحتراف.