أقدم أول أمس مناضلو ''ائتلاف الشيخ ياسين'' الفرنسي الإسلامي، ذو التوجه المغربي، على محاصرة مدخل مسجد باريس أثناء أداء صلاة الجمعة، ومحاولة التهجم على مديره الجزائري دليل بوبكر، ومطالبته بتقديم استقالته من أكبر مسجد في فرنسا، بحجة عدم أهليته للمنصب، بعد أن صدرت منه تصريحات تمجد إسرائيل تزامنا مع عدوانها على غزة في الصائفة الماضية، والتي كذبها عميد مسجد باريس واعتبرها ملفقة• وأدانت عدة هيئات ومنظمات إسلامية وشخصيات قيادية فرنسية وإسلامية وعربية هذا العمل الذي ''لا يمت بصلة للأخلاق والصفات الحميدة التي يتصف بها الدين الإسلامي، ومطلب تكامل الجالية العربية والإسلامية المقيمة في المهجر''، معتبرين ذلك من الأساليب البدائية التي لا مكان لها وسط تفتح الدين الإسلامي، وأن الأمور تتم وفق مبادئ التحضر والديمقراطية، على اعتبار أن الجميع في أوروبا يمثلون الإسلام تضيف الهيئات والمنضمات والشخصيات وأصدرت بيانات إدانة لهذا التصرف ''غير اللائق'' من الائتلاف ومن يقف وراءه• وشكل يوم 10 ماي المنصرم بمدينة دروسي الفرنسية مجموعة من الأئمة تجمعا أطلقوا عليه ''منتدى أئمة فرنسا'' بهدف تعويض غياب الدور الفاعل للهيئات المسيرة لشؤون المسلمين في فرنسا، حسب ما يزعم المؤسسون، الذين ينحدر أغلبيتهم من المغرب، في محاولة لتحييد كل القياديين الذين يؤطرون الجالية الإسلامية في فرنسا من ذوي الجنسية الجزائرية• وقال رئيس المنتدى ''حان الوقت من أجل أن يقوم أئمة فرنسا بأخذ زمام الأمور والتحرك بشكل فعال لملء الفراغ الذي تركته الهياكل المسيرة لشؤوننا''، وهو ما رفضته عدة جهات إسلامية ومنظمات، منها رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، محمد الموساوي، الذي لم يحضر مناسبة الإعلان، ولم يعلق على هذه الهيئة الجديدة التي تزيد من ضعف وضعية المسلمين وتسيء إلى الدين الإسلامي في فرنسا وأوروبا• ويرى المراقبون من داخل فرنسا وفي أوروبا أن التصرفات التي أصبحت تظهر من حين لآخر بين مختلف المنظمات الإسلامية، إنما يبين خفايا السياسة المغربية إزاء كل ما هو جزائري، ومحاولة السيطرة على المؤسسات الممثلة للجاليات الإسلامية في أوروبا لتمرير أفكارها، والتي أصبحت لا تسمع داخل الهيئات الأممية لضعف حجج المسؤولين في إقناع الرأي العالمي، والتسلط الذي تمارسه في كسب القضايا التي لا تملك الرباط سلطة عليها، معتبرين هذا التوجه الجديد القديم للسلطات المغربية في المهجر إنما ينمي الفرقة والانشقاق لدى الجاليات الإسلامية، ومعه تغيير النظرة الأوروبية لواقع المسلمين، الذين لن تكون لهم بذلك مواقع محترمة في الدول الأوروبية• وأوضح المهتمون أن محاولة استدراج الجالية الإسلامية في متاهات السياسة الاستعمارية الممارسة ضد الشعب الصحراوي المناضل يزيد المسلمين في المهجر ضعفا واحتقارا أمام نظرائهم، وما على الرباط يضيف المراقبون إلا الاعتماد على سياسة منطقية وعادلة لحل مشاكلها مع الآخرين، وأن اللجوء لمثل هذه التصرفات المشينة بين المسلمين يولد الفرقة والخصومة والضعف، وأن المغرب بمواصلة سياسته الهادفة لتشويه سمعة الجالية الإسلامية في أوروبا بعد أن شوهتها في فرنسا، وانتقالها في المدة الأخيرة نحو اسبانيا لدليل على نقص البصيرة التي تتغنى بها في المحافل الدولية، التي فضحتها أول أمس بجنيف بعد التصرف الصبياني لممثليها داخل أروقة الهيئات الأوروبية والأممية في إطار اجتماع النقابات العالمية، بعدما حضر الوفد الصحراوي المناضل•